صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: إذا قال الرجل هلك الناس 12.04.12 16:38 | |
| وقفة مع حديث: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ.
روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ " إِذا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ . فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ". قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ لاَ أَدْرِى أَهْلَكَهُمْ بِالنَّصْبِ؛ أَوْ أَهْلَكُهُمْ بِالرَّفْعِ. في هذا الحديث النبوي الجليل القدر الكثير المعاني القليل الألفاظ، يبين صلى الله عليه وسلم عظم من قال في الناس أنهم هلكى، لأن في ذلك حكم على عموم الناس بالهلاك وهو أمر غيبي لا يستطيع أحد الاطلاع عليه إلا بالوحي، والوحي قد انقطع من السماء. فكان جزاؤه أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن القائل بذلك أنه أهلك الناس وأفسدهم، وهذا على رواية الرفع. أما على رواية النصب فمعناها أنه أهلك الناس بكلامه ذلك وقنطهم من رحمة الله تعالى. قال الحافظ ابن عبد البر:هذا الحديث معناه لا أعلم خلافا فيه بين أهل العلم أن الرجل يقول ذلك القول احتقارا للناس وازدراء بهم وإعجابا بنفسه.. وقال الخطابي: معنى هذا الكلام أن لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول قد فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك من الكلام يقول صلى اللّه عليه وسلم إذا فعل الرجل ذلك فهو أهلكهم وأسوأهم حالاً مما يلحقه من الإثم في عيبهم والازراء بهم والوقيعة فيهم ، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه فيرى أن له فضلاً عليهم وأنه خير منهم فيهلك .
فانظر أخي بارك الله فيك إلى هذا القول فقط كيف يؤدي بالمرء إلى الهلاك والخسران، وهو مجرد قول لا مساس فيه بأموال الناس ودماءهم وأعراضهم. فقل لي بربك كيف سيكون الجزاء بمن سعى في هدر دماء المسلمين بحجة أنهم هلكى، وخاض في تروعيهم وتخويفهم وزعزعة أمنهم.. منقول | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: إذا قال الرجل هلك الناس 12.04.12 17:03 | |
| في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم في صحيحه: ((من قال هلك الناس فهو أهلكهم)). وفي رواية: ((فهو أولهم هلاكاً)). يحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلمين أن تقوم الساعة، يحذرهم من أن يسيئوا الظن بأمثالهم وإخوانهم من المسلمين، يحذرهم من أن يلتفتوا يميناً وشمالاً إلى ما آل إليه أمر المسلمين بسبب الفتن أو بسبب انتشار الفسوق أو العصيان؛ فيقول وينتهي إلى قرار: بأن الناس كلهم قد هلكوا؛ لأنهم زائغون تائهون شاردون عن أوامر الله عز وجل وصراطه. ويلتفت إلى نفسه وجماعته فلا يشك في أنها وحدها الفئة الناجية. ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الناس الذين ينظرون إلى عباد الله عز وجل من حولهم، ويحكمون عليهم بهذا الحكم سلفاً، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم عنهم: إنهم أهلك الناس بل هم أول الناس هلاكاً.
والمعنى التربوي الذي يكمن في هذا الذي يقوله لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنه عليه الصلاة والسلام يهيب بنا أن نحسن الظن بعباد الله المسلمين، وأن لا نسيء الظن بهم، وأن لا نقارن بين أنفسنا وما نحن عليه، وبين ما عليه الآخرون، ربما كانوا يلجئون إلى اجتهادات مخالفة، وربما يكونون يسيرون في طرق ارتأوا أنها الطريق السليم والمنهج السديد، ومن ثم نقارن بينما نحن عليه من أمورنا الاجتهادية التي وقفنا عندها، وبين ما اختاره الآخرون من إخواننا في الإيمان وفي الإسلام، يحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من أن نعجب بما نحن عليه، ونستخف بما هو عليه هؤلاء الآخرون، ومن ثم نستسلم لزيغ الشيطان، أن يبعث في ردعنا: أن هؤلاء الناس كلهم هلكى، لأنهم تائهون عن صراط الله سبحانه وتعالى.
والعجب أيها الإخوة، أن في المسلمين اليوم كثرة سمعوا هذا الذي يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبينوا المعنى الخفي بل الواضح فيه، ومع ذلك فإننا لننظر فنجد أنهم يتنكبون في نقيض الطريق الذي يربينا عليه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، يختارون وبإلحاح الطريق المخالف لما نبهنا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وللسبل الأخرى التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فئات اجتهدت في أمور خلافية، فطاب لها أن ترى الحق فيما انتهت إليه، لم تشك في أنها وحدها على الحق، ونظرت إلى الناس الآخرين الذين يخالفون نهج هؤلاء الناس في هذه الأمور الاجتهادية، فلم يشكوا في أنهم زائغون، ولم يشكوا في أنهم مبطلون وتائهون عن الحق، أي يتخذون الموقف المخالف تماماً بل المناقض لوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وننظر إلى نتائج هذا الموقف المخالف لأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل المخالف لأمر الله عز وجل، ننظر إلى الآثار والنتائج فنجد أن من أبرز النتائج التي يفرزها هذا الموقف المخالف لأمر الله ورسوله؛ هذا الشقاق الذي يتكاثر في صفوف المسلمين، هذه الاختلافات التي تغرس في مناخها مشاعر الحقد، مشاعر الضغينة، مشاعر العداوة والبغضاء، وننظر فنجد أنفسنا من هذا الموقف أمام ما يناقض قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 49/10].
أنظر إلى عباد الله سبحانه وتعالى وهم اليوم أحوج ما يكونون إلى أن يستظلوا بظل هذه الأخوة، وأن تمتد فيما بينهم شبكة هذا الود، شبكة هذه الألفة، أنظر فأجد فئة من المسلمين أسأل الله عز وجل لنا ولهم من يداً من الهداية، يمعنون في تقطيع صلة القربى بين المسلمين بعضهم مع بعض، يمعنون في الاتهامات، ينطلقون من موقف مناقض تماماً لما يأمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم، إذ يعتقدون أنهم هم الفئة الناجية، وأنهم هم الذين عثروا على الحق الضائع فتمسكوا به، وأن الآخرين من دونهم تنكبوا في طرق الغواية والضلال، وأنهم الفئة الضالة التائهة المبتدعة التي تنتظر سخط الله عز وجل ومقته. يا هؤلاء! أين أنتم من حديث رسول الله: ((من قال: هلك الناس فهو أولهم هلاكاً)). ثم أين نحن من سلف هذه الأمة وقد أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نفتدي بهم، وأن نسير على النهج الذي ساروا عليه، ذلك لأنهم أقرب الناس إلى حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. اختلفوا في المسائل الاجتهادية ولكن اختلافهم في هذه المسائل لم يزدهم إلا إخوة ووداً فيما بينهم، ساروا في الطرق التي أمرهم الله عز وجل أن يجتهدوا فيها، ولله حكمة في أنه أخفى طائفة من مسائل الشريعة الإسلامية وأحكامها، وجعلها منوطة باجتهاد المجتهدين، نوع من العبادة ألزم الله سبحانه وتعالى عباده به، لم يتخذوا من هذه الاجتهادات أسلحة يقطعون بها شبكة الود والألفة، يقضون بها على الإخوة التي شرفهم الله سبحانه وتعالى بها، ومن خلف من بعدهم خلف في هذا العصر ساروا على النقيض مما أمر به رسول الله، ثم ساروا على النقيض مما كان عليه سلف هذه الأمة، عصر المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم الذين جاؤوا من بعدهم ثم الذين جاؤوا من بعدهم.
| |
|
ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: رد: إذا قال الرجل هلك الناس 12.04.12 19:41 | |
| والله لو أننا طبقنا آية واحد أمرنا بها سبحانه وتعالى ونحن عنها غافلون لما كان ما كان قال تعالى {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
نفعنا الله تعالى بما نقلت لنا وجزاك الله كل خير وفتح عليك وعلينا فتح العارفين
| |
|
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 47 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |