ذكر الشيخ محمد الكردي في تنوير
القلوب هذه القصيدة
في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
ونسبها للإمام فخر الدين الرازي ابن الخطيب
ويغلب على الظن أنها للوزير لسان الدين ابن الخطيب الاندلسي:
أنت الذي لولاك ما خُلِقَ امرؤٌ
كلا ولا خُلِقَ الورى لولاكا
أنت الذي من نورك البدر اكتسى
والشمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الذي لمّا رُفِعْت إلى السماء
بك سمت وتزينت لسراكا
أنت الذي ناداك ربك مرحبا
ولقد دعاك لقربه وحباكا
أنت الذي فينا سألت شفاعة
ناداك ربُك لم تكن لسواكا
أنت الذي لمُا توسّل آدم
من ذنبه بك فاز وهو أباكا
وبك الخليل دعا فعادت ناره بردا
وقدخمدت بنور سناكا
ودعاك أيوب لضر مسه
فأُزِيل بنور عنه الضر حين دعاكا
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا
بصفات حسنك مادحا لعلاك
وكذاك موسى لم يزل متوسلا
بك في القيامة مُرتجٍ لنداكا
والأنبياء وكل خلقٍ في الورى
والرسل والأملاك تحت لواكا
لك معجزات اعجزت كل الورى
وفضائل جلّت فليس تُحاكى
قد فُقت يا طه جميع الأنبيا
نورا فسبحان الذي سوّاكا
والله يا يس مثلك لم يكن
في العالمين وحقِّ من ناجاكا
عن وصفك الشعراء يا مدثر
عجزوا وكلُّوا عن صفات علاكا
ماذا يقول المادحون وما عسى
أن يجمع الكتاب من معناكا
والله لو أن البحار مدادُهم
والعشبَ أقلام جُعلن لذاكا
لم تقدر الثقلان تجمع ذرة
أبدا وما اطاعوا لذا إدراكا
لي فيك قلب مغرم يا سيدي
وحُشاشة محشوة بهواكا
فإذا سكتُّ ففيك صمتي كلُّه
وإذا نطقتُ فمادحا علياكا
وإذا سمعتُ فعنك قولا طيبا
وإذا نظرتُ فلا أرى سواكا
يا أكرم الثقلين يا كنز الورى
جد لي بجودك وارضني برضاكا
أنا طامع في الجود منك ولم يكن
لابن الخطيب من الأنام سواكا
فعساك تشفع فيه عند حسابه
فلقد غدا متمسكا بعُراكا
ولأنت أكرم شافع ومشفّع
ومن التجا لحماك نال وفاكا
فاجعل قِرايَ شفاعة لي في غد
فعسى أُرى في الحشر تحت لواكا
صلى عليك الله يا خير الورى
ما حن مشتاق إلى مثواك