:)
الشفاء بالصيام والقرآن
إن شهر رمضان هو أفضل فرصة لتلاوة آيات الشفاء وهو شهر ينبغي أن نستثمره ونشعر بقيمته وفوائده....
سؤال يردني باستمرار: ما هي الآيات التي ينبغي عليَّ أن أقرأها لأشفى من هذا المرض؟ وهل هناك آيات محددة لكل مرض؟ وأي الأوقات أفضل لطلب الاستشفاء بالقرآن الكريم؟
وبما أننا في رحاب شهر كريم هو شهر رمضان، أود أن أخبرك أخي المؤمن بأن هذا الشهر هو شهر الرحمة والشفاء، ولا تدعه يمرّ دون أن تطلب الشفاء من الله من خلال تلاوة الآيات المناسبة لمرضك، وإذا كنتَ صحيح الجسم ولا تعاني من أي مرض، فهذه فرصتك لتحصن نفسك وجسدك ضد الأمراض في المستقبل، ولكن كيف ذلك؟
طبعاً لكل مرض آيات خاصة أودع الله فيها معلومات الشفاء، ولكننا نجهل ما هي الآيات المناسبة لمرض مثل السرطان، أو الصداع النصفي أو المسّ. ولكن يمكنني أن أؤكد لكم أن الشفاء موجود ولكن الله أخفاه عنا لنجتهد في البحث والقراءة، فقد أخفى الله عنا ليلة موعد القدر لنجتهد في طلبها ونقوم العشر الأخير من رمضان.
أبحاث عديدة أجراها باحثون على أناس مرضى باستخدام "التجويع" ففي الغرب لا يعرفون الصيام على الطريقة الإسلامية، ولا يدركون الروحانيات المرتبطة بشهر الصيام، ولكن الذي يدفعهم المصلحة فقط. فعندما يستعصي المرض على الأطباء يلجأون إلى استخدام الصيام والامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة كل يوم.
ولذلك فإن شهر الصيام هو مناسبة لطلب الشفاء، فلا نضيع هذا الشهر ونتركه يذهب دون أن نستفيد منه. والاستفادة تكون في حدها الأقصى عندما نلجأ إلى القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم. فأهم شيء هو الاستماع إلى القرآن (بغض النظر عن السورة أو الآية) فنستمع لما تيسر من القرآن كل يوم ولأطول مدة ممكنة، ونحاول أن نخشع ونتدبر معاني الكلمات.
وخلال استماعك للقرآن لابد أن تصادف آية الشفاء المناسبة لحالتك، ولذلك ينبغي أن تكرر الاستماع إلى القرآن وبخاصة السور التي ترتاح لسماعها أكثر أو تشعر بأثرها في نفسك أكثر من غيرها، مع العلم أن القرآن كله عظيم.
وإليك هذه القواعد البسيطة أرجو ألا تغفل عنها، لتكون الفائدة عظيمة والشفاء مؤكد بإذن الله:
1- كل يوم خصص ولو نصف ساعة للاستماع إلى القرآن وأنت مسترخٍ متأمل متفكر في عظمة الخالق تبارك وتعالى، وحاول أن تشعر بقلبك وهو يخشع وبجلدك وهو يقشعر وأن تدمع عينك من خشية الله.
2- قلّل من الطعام والشراب في الليل قدر المستطاع، وركز في غذائك على التمر واللبن والفواكه والماء، ولا تنسَ أن تبتعد عن المشروبات الغازية والوجبات السريعة والمعلبات باستثناء الأسماك والأطعمة الطبيعية.
3- حاول أن توصل معلومة جديدة لغيرك ولو بواسطة الإيميل أو برسالة قصيرة على الجوال، فهذا العلم النافع يبقى صدقة لك ولو بعد موتك! حاول أن تطبع مقالة مفيدة عن أسرار القرآن والسنة، وتعلقها في مسجد أو في مكان يمكن أن يقرأها الناس، وثق تماماً بأن الله سيعطيك على كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها!
4- حاول أن تتعلم شيئاً جديداً عن كتاب الله كل يوم من أيام الشهر الفضيل، فلو قرأتَ كل يوم عشر صفحات فقط (في الإعجاز مثلاً) فإنك في نهاية الشهر تكون قد قرأتَ 300 صفحة، أي كأنك قرأتَ كتاباً من القطع الكبير، فانظر كم من الفائدة العلمية ستحصّل خلال شهر واحد فقط.
5- ينبغي أن تسارع في فعل الخير تجاه الآخرين وابدأ بالأقربين، فالصدقة ومساعدة الآخرين والتسامح وصلة الرحم... كلها أعمال تساعد على الشفاء وترفع النظام المناعي للجسم!
6- احفظ كل يوم نصاً من القرآن ودعاء مأثوراً عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
7- لا تترك الشيطان يوسوس لك ويلهيك عن ذكر الله، فاحرص على أن تقول كل يوم 100 مرة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) فهذا من أهم الأذكار التي ينبغي حفظها والعمل بها. كذلك لا تنس أن تقرأ كل يوم "الرقية الشرعية" على نفسك ومالك وأهلك وبيتك!
وأخيراً لا تفكر بالصعوبات التي ستعترضك أثناء تطبيق هذه النصائح، فقط ابدأ وتوكل على الله والله تعالى سيعينك ويهيء لك أسباب العمل الصالح وأسباب الشفاء وأسباب النجاح.