:)
نبذة عن البهلول : هو عالم و فقيه و أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام
ادّعى الجنون اتقاء تولّي القضاء في عهد هارون الرشيد له
من قصص البهلول :
العمل لوجه الله تعالى
كانت الشمس ساطعة على مدينة بغداد وكان فيها رجل يسمى الشيخ سعيد صاحب مال كثير ومحب للشهرة أراد الشيخ سعيد بناء مسجد
كبير وفي أحد الأيام مر البهلول قرب المسجد الذي لم يكتمل بناءه ونظر البهلول إلى المسجد من الخارج و إذا بلوحة خشبية كبيرة معلقة
على جداره مكتوب عليها :( مسجد الشيخ سعيد) .
نظر البهلول طويلا إلى تلك اللوحة و إذا بيدٍ توضع على كتفه نظر البهلول إلى الخلف و إذا بالشيخ سعيد
فسلم عليه البهلول و رد عليه الشيخ سعيد السلام فقال البهلول
و هو مندهش : أعتقد بأن هذا المسجد قد كلفك كثيرًا
فهو مسجد كبير و بناءه حسن . قال الشيخ : نعم وأسأل الله القبول .
قال البهلول : لمن بنيت هذا المسجد ؟
فرد عليه : و هل يكون البناء يابهلول لغير الله ؟
قال البهلول : نعم نعم لله ، لن يدعَ الله عملك بلا أجر أجرك على الله ، فتركه البهلول و ذهب بعيدًا .
وفي اليوم التالي علا صوت الشيخ سعيد أمام المسجد الذي بناه بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد و هو يقول : أيها الناس اشهدوا على
ما قام به البهلول
إنه يدّعي أن هذا المسجد له و هو الذي قام ببناءه .
فانظروا إلى اللوحة الخشبية و ما مكتوب عليها ( مسجد البهلول)
كيف يجرأ البهلول على مثل هذا العمل إن للجنون حدًّا ألا يعلم الناس من بنى المسجد فقد سمعنا بكل ما يصدر من المجانين إلا مثل هذه الأعمال ، آه ... إنه يريد أن يكون المسجد باسمه لكني سوف أعطيه درسًا لن يجرأ بعده على مثل ذلك أبدًا .
تجمّع عمال بناء المسجد حول الشيخ وقاموا معه للبحث عن البهلول حتى وجدوه وسأله الشيخ : أيها المجنون ما حملك على ما فعلت ؟
نظر البهلول إلى من حوله و قال بسكينة : و ما فعلت و ما هو ذنبي ؟ فأشار الشيخ سعيد إلى لوحة المسجد ثم قال غاضبًا : و هل يجرأ
غيرك أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره ؟
فنظر البهلول إلى اللوحة ثم صرف بصره و كأنه لم ير شيئًا مهم
و قال بهدوء :إن كنت تريد بذلك هذا _ و أشار إلى اللوحة _ إني فعلتها فصحيح إني لم ابنِ هذا المسجد لكني كتبت اسمي عليه قال الشيخ : انظروا إنه يعترف بذنبه ، فضج الحاضرون
ولكن البهلول أشار بيده أن اسكتوا و سكت الشيخ
ثم قال : أيها الشيخ أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه
فقال الشيخ : ولمَ الكذب ؟ قال البهلول : بالأمس التقيت بك في هذا المكان و تكلمنا قليلا ثم سألتك : لمن بنيت هذا المسجد ؟ قلت : إني أردت بذلك وجه الله .
و تبسم البهلول و قال بصوت عال : تقول لله فهل الله يعلم بإنك أردت وجهه أم لا ؟ قال الشيخ : نعم
قال البهلول : أيها الشيخ إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله فلا ضير عليك أن يكون باسمك أو باسم غيرك
ولكن أعلم أنك قد أردت بذلك غير الله والشهرة فقد أحبطت بذلك أجرك .
و بعد ذلك خطا البهلول خطوات نحو اللوحة لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين
قائلا : أردت بذلك الكشف عن حقيقة و هي أن تعلموا أن العمل لوجه الله تعالى فلا يضركم ما يكون رأي الناس فيه ما دام هو المطلع على حقائق الأمور .
ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه.... تمت