بسم الله الرحمن الرحيم
من لطائف التفسير (1)قال الله تعالى:
{
قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف
كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول في خواطره عن هذه الآية الكريمه :
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتهم في حياته بالشرك.بل أتُهم بالسحر والجنون وغيره...
ولكن الرسول أخبره ربه بأن أتباعه المخلصين سوف يتهمون بالشرك وهذا ماحصل من بعض علماء نجد
والذين لم يسلم منهم أحد من المسلمين فأطلقوا أحكام التبديع والشرك
جزافا وخاصة لسادة التصوف أهل الذكر فإذا لم يكن هؤلاء المتصوفة من أتباع رسول الله
الذين يغار عليهم فينفي عنهم الشرك فمن أتباعه إذاً .فالرسول وأتباعه حالة واحدة فعندما يقول في الآية :
{
وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }أي أنه ينفي الشرك عن أتباعه
لاعن نفسه لأنه لم يُتهم به أصلاً بل هم من أُتُهموابه
والذين أعلن شوقه إليهم عندما قال: واشوقاه إلى أحبابي ...ففوجئ الصحابة وقالوا أولسنا أحبابك قال :
لا أنتم أصحابي.أحبابي أقوام يأتون بعدي آمنوا بي و لم يروني
يتمنى الواحد منهم أن يراني بنفسه و بماله و الناس أجمعين.
مع العلم أن رسول الله لم يخف على أمته الشرك بل خاف عليهم التنافس في الدنيا ومافيها.
قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(
إني والله ما أَخَافُ عَلَيْكُم أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، ولَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم أَنْ تَنَافَسُوا فيها)
من لطائف التفسير (2)قال الله تعالى: (
إ ِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ )الأعراف56
كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول في تفسير هذه الآية الكريمة
رحمة الله هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال الله تعالى :{
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
فالذي يصل إلى مرتبة الإحسان يكون رسول الله قريبا منه
والقرب هنا معنوي روحي .ولعل ما يروى عن بعض الأكابر
من أنه يرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يأتي في هذا السياق ولاشك أن الرؤية تكون روحية .
من لطائف التفسير (3)كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول مفسرا قوله تعالى:
{
إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى }النجم4.
القرآن استمر تنزله وحيا من الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ثلاثا وعشرين سنة وبهذا انتهى الوحي وانقطع بوفاة سيد الخلق .
أما يوحى الواردة في الآية السابقة فزمنها لم ينقطع
لأن زمن الفعل المضارع هو الحاضر والمستقبل.
هذا يعنى أن القرآن لم يزل يوحى كتفسير ومعاني ومفاهيم
جديدة إلى قلوب العارفين من العلماء
كفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
وغيره من العارفين من العلماء
قال تعالى: {
إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى }طه38
فأم سيدنا موسى عليه السلام لم تكن نبيه فقال الله عنها
ماقال حيث نسب إليها الوحي الذي هو بمعنى الإلهام.
فالخير لاينقطع في هذه الأمة إلى قيام الساعة.
من لطائف التفسير (4){
وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34
كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول في تفسير هذه الآية الكريمة :
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ للدفع فلقد يكون الأفضل للدفع
هو العنف لأن الدفع بالحسنى مع كل الناس يجرىء السفهاء الذين
لاينفع معهم إلاالحزم والشدة.
فالمدرس الذي يقابل إساءة السفهاء من الطلاب دوما بالحسنى
لايستقيم له الأمر إلا ببعض الحزم والشدة .
قال الحكيم : لاتكن لينا فتعصر ولاصلبا فتكسر.
من لطائف التفسير (5)قال الله تعالى: {
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }الحجرات7
كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول في تفسير هذه الآية الكريمة
الراشدون هم من سلكوا طريق الرشد على أيدي أهل الإرشاد
قال الله تعالى: (
وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً ) الكهف17
ومن يهديه الله لابد أن يكون له وَلِيّاً مُّرْشِداً
ولهذا قيل لولا المربي ما عرفت ربي
(
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ) أي معكم
والراشدون هم الذين يشعرون بالمعية والقرب الروحي.
لأن حبه يسري في قلوبهم وقد ورد في السنة
(
ما اختلط حبي بدم امرىء مسلم إلا حرم الله جسده على النار) أو كما قال.
من لطائف التفسير (6)قال الله تعالى: (
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )الفرقان70
كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول في تفسير هذه الآية الكريمة
أي يبدل سيئاتهم الخلقية فيصبح البخيل كريما والأحمق حليما
وهكذا يتحول من صدق في توبته من القبح إلى الحسن وهذا ملاحظ ومعروف
حيث تجد معظم التائبين قد تحسنت أحوالهم الخلقية.
إضافة إلى أن التوبة تجب ما قبلها
من لطائف التفسير (7)قال الله تعالى: (
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )طه82
كان الشيخ عبد القادر الرحباوي رحمه الله يقول في تفسير هذه الآية الكريمة :
ثم اهتدى جاءت بعد التوبة والعمل الصالح فكيف يكون ذلك.
الأصل أن الهداية تسبق التوبة والعمل الصالح .
ولاتكون بعدهما إلا إذا كانت هداية من نوع آخر
كما كان يقول الشيخ إي إهتدى لنور محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وقال الله تعالى: {
قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ
مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }المائدة15-16
ورد في تفسير الجلالين حول الآية15 من سورة المائدة:
(
قد جاءكم من الله نور) هو النبي صلى الله عليه وسلم
(وكتاب) قرآن (مبين) بين ظاهر.
قال الله تعالى: {
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35
والواقع العملي يشهد لهذا الفهم حيث نلاحظ الكثير
من التائبين بعد سيرهم الصادق إلى الله يتذوقون حلاوة القرب من الله ورسوله
فيتفانى في إتباعه لسيد البشر وهذه هي الهداية الثانية في قوله تعالى :
(
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )
فالهداية الاولى قبل التوبة والثانية بعد التوبة
فالأولى هداية دلالة للطريق السليم
والثانية هداية لنور رسول الله صلى الله عليه وسلم
*هذه خواطر الشيخ عن هذه الآيات والله أعلم بالصواب