الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| موضوع: خطبة لعيد الفطر السعيد 19.09.09 10:36 | |
| الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر مِنْ طغيان الطاغين، الله أكبر مِنْ عناد المستكبرين، الله أكبر مِنْ مروق التائهين والملحدين والجانحين، الله أكبر كبيراً والحمد لله بكرة وأصيلا. سبحان الله ملء الميزان، سبحان الله المُسَبَّح في كل مكان، سبحان الله المُسَبَّح على كل لسان، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:[/color]
في هذا اليوم الأغر تشيع الفرحة في قلوب عباد الله المؤمنين الذين رأوا أنهم أنجزوا ما قد طُلِبَ منهم في هذا الشهر المبارك الذي ودعناه بالأمس، يفرحون برحمة الله عز وجل لهم، يفرحون بالأمل في قبول الله عز وجل لصلواتهم وصومهم وقيامهم، يفرحون بالأمل بعتق الله عز وجل لهم مِنْ عذابه ونيرانه. وإنها لفرحة يشعر بها كلٌّ منا، ولعلها الدليل الأقوى على تجليات الله عز وجل على عباده بالرحمة واللطف. فانشراح صدر الإنسان في هذا اليوم وشعوره بالفرحة إنما هو ثمرة لتجليات الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم المبارك. إنها فرحة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل. ولكن فينا مَنْ قد يشعر بمشكلة. إنه يقرأ في كتاب الله عز وجل قوله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}. ويقرأ أيضاً قول الله سبحانه وتعالى وهو يحدثنا عن قارون: {إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}. فكيف يتم الجمع بين هذين الخطابين الربانيين؟ كيف يتم الجمع بين نهي الله سبحانه وتعالى عباده عن الفرح وبين أمر الله عز وجل لهم في مكان آخر بالفرح؟ والجواب يا عباد الله :أن الفرحة التي تغمر أفئدة الناس المؤمنين بالله عز وجل في هذا اليوم ليست فرحة منبثقة عن مزاج نفساني، ليست فرحة منبثقة عن مشاعر اللهو وعن دوافع الأهواء والشهوات المستكنة بين الجوانح؛تلك هي الفرحة التي حذر الله عز وجل منها؛ الفرحة المزاجية التي هي ثمرة لهو اللاهين، وثمرة انقياد الإنسان لشهواته ورعوناته عندما تتفتح سبلها أمامه واسعة عريضة، يفرح بها ويسكر بها ويحجب بها عن الله سبحانه وتعالى. المؤمن لا يعلم هذه الفرحة، ليس لهذه الفرحة سبيل إلى قلبه قط. المؤمن الذي يتعامل مع إيمانه، عقيدةً أولاً ثم سلوكاً وانقياداً لأمر الله سبحانه وتعالى ثانياً. وكيف يفرح المؤمن هذا النوع مِنَ الفرح، الفرح المنبثق مِنَ الرعونات النفسية، الفرح المنبثق مِنَ الاستكبار على الآخرين، الفرح المنبثق مِنْ نِعَمِ الله عز وجل إذ يسكر بها ويحجب بها عن المنعم الأجَلِّ ألا وهو الله سبحانه وتعالى. كيف يمكن أن تسري هذه الفرحة إلى قلب الإنسان الذي عرف الله عز وجل وهو يعلم أنه عبده، وهو يعلم أنه لا يملك شيئاً مما يريد أن يفرح به، لا يملك شيئاً مِنَ المال الذي يريد أن يسكر ويتطوح به، لا يملك شيئاً مِنَ القوة التي تسري أمانةً ووديعة في كيانه. المؤمن يعلم أنه عبد لله سبحانه وتعالى ومِنْ ثَمَّ فإن عبوديته لله تحجبه عن هذا النوع مِنَ الفرح. إنها الرعونة التي يعرفها مَنْ جهل الله، أما الذين عرفوا الله عز وجل فلا يعلمون هذا النوع مِنَ الفرح، وهو الذي نهى الله سبحانه وتعالى قارونَ وأمثالَه منه: {إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}، أي لا تفرح بهذا الذي أعطاك الله عز وجل إياه فرحَ المستكبرين، فرح المتطاولين على الله سبحانه وتعالى. أما فرحة المؤمن التي دعا إليها الله عز وجل عندما قال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} فإنها نوع مِنَ العبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل. فرح المؤمن وظيفة عقلانية تنبثق مِنْ عقله أولاً ثم يصطبغ بها كيانه ثانياً. فرح المؤمن بالله عز وجل ينبثق مِنْ شعوره بأن الله عز وجل قد قَبِله. وهل هنالك فرحة تغمر الإنسان لسبب مِنَ الأسباب أجلّ مِنْ هذا السبب؟ عندما تأتيك البشارة مِنَ الله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى قد قَبِلك، قبِل صيامك، قبِل قيامك، قبِل صلواتك، وقبِل دعائك والتجاءك إليه عز وجل فأصبحْت مقبولاً لديه. هل هنالك فرحة تغمر كيان الإنسان أجلّ من هذه الفرحة إذ يتلقى هذه البشارة مِنْ مولاه وخالقه؟ عندما يشعر العبد في هذا اليوم المبارك الأغر بالتجليات الرحمانية مِنَ الله سبحانه وتعالى على عباده إذ يكرمهم بأجزيتهم مقابل طاعات'هم وقربات'هم وإنابتهم إلى الله سبحانه وتعالى. عندما يشعر العبد المؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يتجلى عليه تجلي رحمة، كيف لا تغمره الفرحة الآتية مِنْ عند الله سبحانه وتعالى؟ بل إن أحدنا، عندما يقرأ كلام الله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه وهو يخاطب عباده أو يتحدث عن عباده المؤمنين به، المستقيمين على أمره، عندما يسمع نداء الله أو خطاب الله يقول: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} ويتأمل فيشعر بانتمائه إلى الله عز وجل مِنْ خلال هذا الخطاب الرباني، ولييِّ هو الله عز وجل. أنا منسوب إلى الله سبحانه وتعالى عن طريق هذه الولاية، إذن أنا لست ميتماً في جنبات الأرض، أنا لست تائهاً في هذا الكون، أنا منسوب إلى الله عز وجل، كيف لا تغمرني الفرحة عندما أرى هذا النسب يعلنه بيان الله سبحانه وتعالى لي؟ كم وكم مِنْ فرقٍ بين تلك الفرحة الهابطة القذرة التي تنبع مِنْ سخائم النفس وأهوائها والمشاعر الحيوانية المستكنّة في كيان الإنسان وبين الفرحة الهابطة مِنْ علياء الربوبية؛ تجلياتٍ رحمانية إلى قلب العبد المؤمن بالله سبحانه وتعالى. ومِنْ هنا نعلم، يا عباد الله، كيف تلتقي هذه الفرحة التي هي وظيفة نتقرب بها إلى الله عز وجل مع مشاعر الأسى والحزن لعباد الله عز وجل المنكوبين الذين تطوف بهم المحن والشدائد. كم وكم تصور أناس أن الجمع بين هذين الأمرين غير ممكن فهما نقيضان، كيف آسى على إخوان لي تطوف بهم المحن والشدائد وأفرح في الوقت ذاته بأنني أتلقى البشائر مِنَ الله سبحانه وتعالى؟ لا، هذه وظيفة وتلك وظيفة، وهما يتعانقان ويتناغمان وبينهما كامل الانسجام. عندما أفرح بتوفيق الله لي وعندما أفرح بنسبي إلى الله عبداً وبولاية الله سبحانه وتعالى لي حماية وتوفيقاً فهي وظيفة عقلانية تستقر في عقلي ثم تهبط إلى كياني. وعندما أشعر بالألم والأسى بسبب واقع إخوة لي يعانون مِنَ الشدائد ما يعانون فهو أيضاً وظيفة أتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى. والعبد المؤمن لا يتقلب يميناً أو شمالاً إلا وهو يؤدي في ذلك وظيفة يتقرب بها إلى الله عز وجل، مشاعره كلها قربات، سلوكه كله قربة إلى الله سبحانه وتعالى. عندما يعي المؤمن إيمانه وعندما يخضع في واقعه وسلوكه لحقائق إيمانه بالله سبحانه وتعالى. فهنيئاً لنا نحن المسلمين أن جعلنا الله سبحانه وتعالى نتقرب إليه في هذا اليوم بالفرحة الغامرة التي تهيمن على أفئدتنا، وهينئاً لنا إذ جعل في أفئدتنا أماكن مهيئة لاستقبال الحزن والأسى بسبب إخوة لنا يعانون ما يعانون. قلب المؤمن يتسع لهذا وذاك، لأن فرحة المؤمن كما قلت لكم ليست فرحة مزاجية كفرحة أولئك الذين لا يعرفون مولاهم وخالقهم، يتطوحون في ليالي الشهوات والأهواء وهم تائهون عن هوياتهم، تائهون عن أنفسهم، لا، المؤمن لا يعلم هذا قط ولا يمكن أن يسير في هذا الطريق ولا خطوة واحدة، إنما المؤمن هو ذاك الذي اصطبغ كيانه بمعنى العبودية لله سبحانه وتعالى ومِنْ ثَمَّ تهيأ قلبه واتسع لكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى، مَنْ لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، إذن لابد للمؤمن أن يهتم بأمر الآخرين {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} إذن لابد إذن لابد أن أفرح بما يفرحني به الله سبحانه وتعالى، يبشرني الله برحمته كيف لا أفرح به، يبشرني الله عز وجل بفضله كيف لا أفرح بهذا الفضل الذي يمتعني به ويبشرني به؟ هذا هو الجواب عن مثل هذا السؤال وهي مزية يمتاز بها عباد الله المؤمنون به. لا يعرف هذه المزية أحد غير الذين اصطفاهم الله عز وجل لمعرفته، اصطفاهم لأن يكون هو وليهم {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} ثم إن الله يلقننا هذه الحقيقة فيقول: {إن ولييَّ الله} هكذا ؛أي قولوها :{إن ولييَّ الله} وعندما يقولها الإنسان يستخرج هذه الكلمة مِنْ قلبه كيف لا يفرح؟ هذه الفرحة هي ذاتها الفرحة التي يشعر بها الإنسان عندما يسمع نداء الله وهو يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} هذا الذي يخاطبنا الله عز وجل به ينسبنا إليه عباداً {يا عبادي}، أَجَلُّ ما يمكن أن يبعث مشاعر الفرحة الغامرة التي قد تسكر لكنها تسكر بالله ولا تسكر عن الله سبحانه وتعالى، نعم. ورحم الله ذاك الذي قال:
ومما زادني فرحاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً
فاللهم أتم فرحتنا بك في هذا اليوم المبارك يا ذا الجلال والإكرام، تَوِّج اللهم فرحة عبادك المؤمنين بك في هذا الصباح الأغر بنصر مؤزر قريب أنت أهل له وإن لم نكن نحن أهلاً له، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
| |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: خطبة لعيد الفطر السعيد 19.09.09 14:19 | |
| :D الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر مِنْ طغيان الطاغين، الله أكبر مِنْ عناد المستكبرين، الله أكبر مِنْ مروق التائهين والملحدين والجانحين، الله أكبر كبيراً والحمد لله بكرة وأصيلا. سبحان الله ملء الميزان، سبحان الله المُسَبَّح في كل مكان، سبحان الله المُسَبَّح على كل لسان، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. | |
|
المحب في الله مشرف سابق
تاريخ التسجيل : 06/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : التعليم عدد المساهمات : 1001 المزاج : حمداً لله
| موضوع: رد: خطبة لعيد الفطر السعيد 19.09.09 20:16 | |
| الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر مِنْ طغيان الطاغين، الله أكبر مِنْ عناد المستكبرين، الله أكبر مِنْ مروق التائهين والملحدين والجانحين، الله أكبر كبيراً والحمد لله بكرة وأصيلا. سبحان الله ملء الميزان، سبحان الله المُسَبَّح في كل مكان، سبحان الله المُسَبَّح على كل لسان، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. | |
|
أبو بهاء الدين عضو مميز
تاريخ التسجيل : 30/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي/شريعة العمل : مدرس العمر : 50 عدد المساهمات : 283 المزاج : مرح
| موضوع: رد: خطبة لعيد الفطر السعيد 07.08.10 8:47 | |
| :D في هذا اليوم الأغر تشيع الفرحة في قلوب عباد الله المؤمنين | |
|