المحب في الله مشرف سابق
تاريخ التسجيل : 06/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : التعليم عدد المساهمات : 1001 المزاج : حمداً لله
| موضوع: خطبة الوداع 14.05.09 7:10 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم كانت بداية التشريع في مكة منذ ثلاثة وعشرين عامًا تقريبًا، وكان اكتمال التشريع في مكة أيضًا دلالة على أهمية هذا البلد العظيم، أحب بلاد الله إلى الله ورسوله. نسأل الله أن يزيدها تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة.
وبعد هذه الخطبة القيِّمة، وبعد نزول الآية الكريمة، أَذَّن بلال للظهر، ثم أقام الصلاة، وصلى الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين قصرًا، ثم أقام بلال لصلاة العصر، فصلاها الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين كذلك.
ثم بعد ذلك ركب صلى الله عليه وسلم ناقته القصواء حتى أتى الموقف، فجعل مجتمعهم وطريقهم جبل المشاة، أو طريق الناس بين يديه، واستقبل القبلة، وأخذ في الدعاء والابتهال والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، حتى غربت الشمس، وذهبت صفرتها قليلاً، فركب ناقته صلى الله عليه وسلم ، وأردف أسامة بن زيد رضي الله عنهما، واتجه إلى المزدلفة، فصلى هناك المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ثم نام هذه الليلة حتى طلع الفجر، فصلاه بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام بالمزدلفة، فاستقبل القبلة، فدعا الله سبحانه وتعالى ، وكبّره، وهلله، وظل يدعو على هذه الصورة، حتى كادت الشمس أن تطلع، ولكن قبل طلوع الشمس تحول من جديد إلى مِنى، وأردف الفضل بن عباس رضي الله عنهما، فتوجه مباشرة إلى الجمرة الكبرى، حيث رماها بسبع حصيات، وهو يكبر مع كل حصاة، ثم انصرف بعد ذلك، إلى المنحر لنحر مائة ناقة من الهدي كان قد ساقها معه، فنحر بنفسه ثلاثًا وستين بدنة، وأمر عليًّا أن ينحر الباقي، فنحر علي بن أبي طالب سبعًا وثلاثين بَدَنَة، وقد انتظر صلى الله عليه وسلم حتى طبخ جزء من هذه النوق وأكل منه، وفي هذا اليوم بمنى خطب في الناس خطبة أخرى ذكّرهم فيها ببعض ما ذكر به في خطبة يوم عرفة، فقال فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
وقال أيضًا وهو يسأل الناس: "أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟" قلنا: بلى. قال: "أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أَلَيْسَتِ الْبَلْدَةَ الْحَرَامَ؟" قلنا: بلى قال: "فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت، حتى ظننا أنه سيسمِّيه بغير اسمه، قال: "أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟" قلنا: بلى. قال: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلا هَلْ بَلَّغْتَ؟" قالوا: نعم. قال: "فَلْيُبِلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ". وفي رواية في الترمذي عن عمرو بن الأحوص، وابن ماجه كذلك عنه أيضًا أنه قال في هذه الخطبة: "أَلا لا يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ، أَلا لا يَجْنِي جَانٍ عَلَى وَلَدِهِ، وَلا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا، وَلَكِنْ سَتَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِيمَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَسَيَرْضَى بِهِ".
وبعد هذه الخطبة دعا حالقه فحلق له رأسه، ثم ركب إلى مكة حيث طاف طواف الإفاضة، ثم صلى بمكة الظهر، وشرب من ماء زمزم، ثم عاد مرة أخرى إلى مِنى، وبات فيها ليلته، وفي اليوم الثاني وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، انتظر زوال الشمس، ثم توجه إلى الجمرات، فرمى حصيات عند كل جمرة، وخطب في ذلك اليوم خطبة أخرى، وكان مما قال فيها كما روى أحمد عن أبي نضرة رضي الله عنه: "يَا أَيُّهَا النَّاُس، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلىَ أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى". ثم قال: "أَبَلَّغْتُ؟" قالوا: بَلَّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أعاد عليهم التذكير بحرمة الأموال والدماء والأعراض، وأمرهم بالتبليغ. روى البخاري عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُدنِي ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناءً مثله. فقال: إنَّه مِنْ حيثُ تَعْلَمُ. فسأل عمرُ ابنَ عباس عن هذه الآية {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ}
فقال: أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعلمه إياه قال: ما أعلم منها إلا ما تعلم | |
|
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| موضوع: رد: خطبة الوداع 13.08.10 17:22 | |
| :D أخي المحب في الله | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: خطبة الوداع 13.08.10 23:02 | |
| :) أَلا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا
وَلَكِنْ سَتَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِيمَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَسَيَرْضَى بِهِ".
| |
|
ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: رد: خطبة الوداع 14.08.10 13:52 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا أَيُّهَا النَّاُس، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلىَ أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى". بارك الله فيك | |
|