بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن بنعمة ما يعلمها الا الله سبحانه وتعالى فقد منً الله علينا بها
طعم العافية ..!!
و هل للعافية طعم ؟؟!!...و ما هو طعم العافية ؟؟...و من يعرف طعم العافية ؟
الغريب أن من يعرف طعم العافية هو من حرم منها ..يعرف تماماً كيف يكون طعمها ..
و يعرف تماماً ما يتمتع به من وهبوا العافية ..
لكن المحزن أن متقلبون فيها لا يعرفون طعمها و لا معناها و لا قيمتها رغم أنهم يعتقدون العكس ...
ولذلك فهم لم يشكروا الله عليها كما ينبغي ..
نِعم الله عز وجل لا تعد ولا تحصى و ليست محصورة بالصحة و العافية
( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَتُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) [إبراهيم:34].
لكن هذه النعمة تحتاج منا لوقفة طويلة للتأمل ..
ربما نظن أننا شاكرون حامدون ولا داعي للتأمل ...لكن الله عز وجل يقول( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )[سبأ:13].
لذلك نحتاج للاجتهاد لنكون من هذا القليل و إلا كنا ممن قال فيهم سبحانه
( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَايَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) [الزمر:7].
و شكر نعم الله لا يعني أن نقول اللهم لك الحمد و الشكرونمضي واثقين بشكرنا له !!!...
شكر النعمة يعني أن نشكرها بقلوبنا و ألسنتنا وجوارحنا ...
شكرها بالقلب الاعتراف بنعم الله عز وجل و أنها من منه وكرمه و محبة من انعم علينا سبحانه و تعالى ..
شكرها باللسان هو الثناءعلى الله و شكره عليها كل حين و التحدث بها قال الله تعالى:
( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى:11].
شكرها بالجوارح أن لا نستعمل نعم الله عز وجل علينا إلا بما يرضيه و أن لا نستعملها في معصيته
قال الله تعالى: ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً ) [سبأ:13].
فإن عرفنا ما هو شكر النعمة ...فهل نعرف تلك النعمة و نعرف قدرها و طعمها ....؟
العافية !!
قال الإمام ابن القيم: (النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد., ونعمة منتظرة يرجوها ,و نعمة هو فيها لا يشعر بها)
و العافية هي نعمة لايشعر بها المرء و هو فيها مهما قال انه يعرفها...
لأنها من تلك الأمور التي لو فقدت لتبين للإنسان وزنها و أهميتها التي لم يحسب لها حسابا ً.
العافيةلايعرفها إلا من حرم منها , و لا يقدرها "حق القدر" إلا من فقدها.
ولوتفكر الإنسان في أبسط مرض يصيبه لعلم قدرها , و لعلم أي نعمة غفل عنها ..
و لوأصيب بأي مرض ..لرأى العافية تاج على رؤوس الآخرين ..لرأى ما فقد..
و لرأى أي نعمةهُم فيها ..و لأحس بطعم العافية الذي خسره..
طعم العافية ..
أذكر أني كنت أستغرب في نفسي ممن يشكو من ذلك المرض (...)...
و أعتبره مرض عادي و بسيط (لجهلي )..و شاء الله عز وجل أن أصاب فيه ..
و أن يزداد علي ...حتى استيقظت ذات صباح أبكي وسط ذهول من حولي ..
أبكي على جهلي ..و أبكي على تقصيري بشكر خالقي .. أبكي على الصحة و العافية ..
فلما شفاني الله عز وجل منه , و أحسست بالصحة و العافية تسري في جسدي ....
عندها ....تذوقت طعم العافية ..و أيقنت أن لها طعم و حلاوة ..!!
أسأل الله أن لا يحرمني و إياكم منها و أن يمتًعنا بأجسادنا و جميع حواسنا و يرزقنا ذكره و شكره و حسن عبادته ..
فيا للإنسان ما اجهله ..هل نحتاج لمرض يسري في أجسادنا لنعرف حجم ماخسرنا ؟؟ ..
ألا يكفينا التفكر في حال من أصيب بأمراض خطيرة ؟
ألا يكفينا التفكر فيمن شل أو فقد احد حواسه ؟
فرحم الله من اتعظ بغيره ولم يكن عظة لغيره ..
نسال الله العفو والعافيه ,اللهم لك الحمد والشكر.