ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: ما بعد الذنب شر منه 23.04.10 23:26 | |
| الحمد لله حمد العارفين والصلاة والسلامعلى سيد الأولين والأخرينوهذه باقة أخرى من أحوال المقربيننفعنا الله بعلمهم وجعلنا من المقتفين أثرهمومن اْخلاقهم رضي الله تعالى عنهم :كثرة خوفهممن الله تعالى في حال بدايتهم وحال نهايتهم ,لكن فيحال بدايتهم من الذنوب وخوف العذاب ,وفي حال نهايتهم خوفالأجلال و التعظيم ,ومن لازم خوفهم الندم ضرورة في الحالتين . وفي الحديثان رسول الله صلى الله عليه وسلم(( قال: يا صفيَة عمَة رسول الله,ويا فـاطمة بنت محمًَد ؛ أنقذا أنفسكما منالنارفإني لا أُغني عنكما من الله شيئاً))وفي الحديث((البر لايبلى والذنب لا يُنسى والديان لايفنى فكن كما شئت كما تدين تدان))وقد كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقول :أربع ٌ إذا أفرط فيهاالرجل أهلكته واستهوته كثرة الجماع والصيد والقمار والذنوبوكان أبو تراب النََخشبِيُُُُُُُ رحمة الله عليه يقول :إذا أجمعالرجل على ترك الذنوب أتته الإمدادات من الله تعالىمن كل جانب ومن علامة سواد القلب ثلاث أن لايجد للذنوب مفزعاً ولا للطاعة موقعاً ولا للموعظة منجعاًوكان أبو محمد المروزي رحمه الله تعالى يقول:إنما شقي إبليسبخمس خصال لأنه لايقر بذنبه ولم يندم عليه ولم يلم نفسه ولم يبادرإلى التوبة وقَنِط من رحمة الله سبحانه وتعالىوعكس ذلك آدم عليه الصلاة والسلامفإنه سعد بخمس خصال أقر بذنبهوندم عليه ولام نفسه وبادرإلى التوبة ولم يقنطمن رحمة اللهتعالىوكان حاتم الأصمّ رحمه الله تعالىيقول :إذا عصيت ربك فبادر بالتوبة والندمولا تعتذر للناس فاعتذارك إليهم أعظم من معصيتكوكان إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى يقول :لأن أدخل الناروقــــــد أطعت الله تعالى ؛أحب إليّ من أن أدخل الجنّة وقد عصيتهوكان الأوزاعي رحمه الله تعالى إذا رأى أحدا من قرابة رسول الله صلى الله 1عليه وسلم في معصية يقول له لا تغرّنكم قرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مخالفتكم هديه وأمره فإنه , قال لابنته فاطــــتـمة رضي الله عنها :(( أََنقِذي نَفسك مِنَ الَّنار فإنِّي لا أُغنِي عَنكِ مِنَ الله شيئاً))وكـــان أحمد بن حربيقول :ألم يأن للمذنب أن يتوب فإن ذنبـــــــهفي الديوان مكتوبٌ وهو غداًفي قبرهِ مكروبٌوبه إلى النارمسحوبوكان عبداللهبن عباس رضي الله عنهيقول:لا ينبغي لعاقل أن يؤذيمحبوبه,فقيل له : وكيف ذلك ؟!قال:يؤذي الرجل نفسه بعصيانه ربــــــــــــه .وكان جــــــــــعفر بن محمد رضـي الله عنهما يقول:مَن اخرجه الله تعالى من ذُّل المعصية وأغناه بلا مال ,وأعزّهبلا عشيرة ,وآنسه بلا بَشَر.وكان عبد الله بن عباس يقول:العمل الصالح مع قلَة الذنوبأحبَ إلى الله من العمــــــــلالصالــح مــع كثرة الذنــوبوكان يحيى بن معاذ رحمهالله تعالى يقول :على قدر الخروج منالذنوب تكون الإقالة للقلوبوقد كان الحسن البصري رحمه اللهتعالى يقول :منِ علامة مَن غرق في الذنوبعدم انشراح صدره لصيام النهار وقيامِِ الليل .وكان محمد بن واسع رحمه الله تعالى يقول :لأصحابهقد غرقنا في الذنوب ,ولو أن أحدا منكم يجد منيريح الذنوب لما استطاع أن يجلس إليّ, وكـانالحسن البصري رحمه الله يقول : مساكينُقتلةُ الحسن رضي الله عنه ,ولودخلوا الجنّة بفضل الله تعالى ,كيف يتجرّأ أحدهم أن يمرّبالنبي صلى الله عليهوسلم وقد قتل ولدهو والله لو أن ليمدخلا في قتله وخُيّرتُ بين الجّنة و النارلاخترت دخول النار خوفاً أن ينظر إليّ النبيصلى الله عليه وسلم في الجنة نظرة غضب تؤذيني وتؤذيهوكان ابن السماك رحمه الله تعالى يقول : لو لم يكنفي الطاعة إلا ظهور نور الوجه وبهاؤهوالمحبة في القلوب ,والقوة فيالجوارح ,والأمن على النفسوالتجويز في الشهادةعلى الناس,لكانفي ذلك كفاية في تركالذنوب ولو لميكن في المعصيةإلا النكارة في الوجهوالظلمة في القلب واللعنةفي الذكروالإسقاط في الشهادةوالخوف على النفس لكان في ذلككفاية فيجعل الله تعالى لكل من الطائع والعاصي أَمارات ليفرح هذا ويحزن هذاقلت ولعل المراد باللعن السب له حال التعيينأو دخوله في عموم العصاة إذ اللعن لا يجوزإلا بنصوكان عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى يقول :في قوله تعالى((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ))هي المعاصي يعظمها حتى لا يقع فيهاوكان كعب الأحبار رضي الله عنه يقول :في قوله تعالى((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ))قال :كان يقول:أوََََََََََََه قبل الوقوع في النارأوََه قبل أن لاينفع أوََهوكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول أبى الله إلا أن يذل من عصاه في الدنيا والآخرة بين الناسوما أذنب عبد في الليل إلا وأصبح ومذلته على وجههوكان الفضيل بن عياض رحمة الله عليه يقول: في قوله تعالى((لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا))صحوا من الصغائر قبل الكبائروكان العوام بن حَوشَب رحمه الله تعالى يقول أربع ٌ بعد الذنب شرٌ من الذنب وهي استغفار من غيرإقلاع والإغترار بحلم الله والإصرار و الإستبشار بالمغفرة إذا عمل بعده طاعة ً فقد لا يغفره الله بهاوكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول من أطاع الله فقد ذكره وإن قلتَ صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصاه فقد نسيه ومن علامة العلماء العاملين بعلمهم أن لا يوجد أحدهم إلا في عمل صالح وقد سئل سفيان بن عيينة رحمه الله عن الملائكة كيف تكتب ما همَّ به العبد ولم يعمله ؟فقال الملكان الكاتبان عليهما الصلاة والسلام لا يعلمان الغيب ولكن إذا همّ العبد بحسنةٍ فاح منه رائحة المسك فيعلمان أنه قد همّ بالحسنة وإذا همّ العبد بالسيئة فاح منه رائحة النتن فيعلمان أنه قد همّ بالسيئة قلت ولعلّ المراد بالهمّ هنا العزم المصمم لما وافق الأحاديث والقواعد الشرعيةوالله أعلم وكان عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه يقول إن الله أمر بالطاعة وأعان عليها ولم يجعل في تركها عذراً ونهى عن المعصية ولم يجعل في فعلها حجة ولو أراد سبحانه أن لا يعصى في الأرض أصلاً لما خلق إبليس فإنه رأس الخطيئة وكان أبو سليمان الداراني رحمة الله عليه يقول :ما أحبَّ المتقون البقاء في هذه الدار إلا ليطيعوه فيها وكان يقول أدخلهم الله الجنة قبل أن يطيعوه وقدّر عليهم المعصية قبل أن يعصوه لما سبق في علمه عزّ وجل وقد كان بشر الحافي عليه رحمة الله تعالى يقول لقد أدركنا الناس ولهم أعمالٌ صالحة كالجبال ومع ذلك كانوا لا يغترّون وأنتم لا أعمال لكم ومع ذلك تغترّون والله إن أقوالنا أقوال الزاهدين وأعمالنا أعمال الجبابرة والمنافقين وكان حاتم الأصمّ ُ رحمه الله تعالى يقول : إذا عصيت ربك وأصبحت و رأيت نعمه سابغة عليك فاحذرهُ فإن ذلك استدراج ولقد أدركنا السلف وهم يستعظمون صغار الذنوب أكثر مما تستعظمون أنتم كبارها وكان الربيع بن خيثم رحمه الله تعالى إذا ضحّى في العيد يقول :وعزّتك وجلالك لو علمتُ رضاك َ في ذبح نفسي لذبحتها لك قال وقد مكث كَهمَس بن الحسن رحمه الله أربعين سنةً يبكي على غسله يده ِ بتراب جارِه بغيرِ إذنه ِ وكان يقول : رُبَّما كان أحدكم يظنُّ أن الله تعالى غفر له ذنبه ُ حين يتقادم عهده وذلك غرور وقد بلغنا أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام يا داود قل لبني إسرائيل بأيّ طريقٍ وصلَ إليكم أني قد غفرتُ لأحدكم ذنبهحتى يترك الندم عليهِ وعزَّتي وجلالي لأُوقفنَّ كلّ مذنب على ذنبه يوم القيامة قلتُ ولعلّ معنى وقوف العبد على ذنبه ليريه الله تعالى فضلهُ عليهِفلا يلزم من ذلك عدم المغفرة والله أعلم وكان يزيد الحِميَري رحمه الله تعالى يقول قلت:مرةً لراهب لِِمَ آثرتم لبس السواد على البياض ؟ فقال لأنه شعار أهل المصائب ونحن أهل الذنوب وهي أعظم المصائب قال ومر عتبة الغلام رحمه الله يوماً على مكان فارتعد ورشح عرقاً فقالوا :له في ذلك !فقال هذا المكان عصيت الله فيه وأنا صغير وقد حجّ مالك بن دينار رحمه الله تعالى ماشياً من البصرة فقيل له ألا تركب ؟فقال :أما يرضى العبد العاصي الآبق أن يأتي إلى صلح مولاه إلا راكباً والله لو أني أتيتُ مكةَ على الجَمرِ لكان ذلك قليل فاعلم ذلك يا أخي وإياك أن تتهاون بالإستغفار إذا تقادم عهد الذنب فإنك من المعصية على يقين ومن المغفرة على شكِّ وأكثر من الإستغفار ليلاً ونهاراًوالحمد لله ربُّ العالمينَ
عدل سابقا من قبل عادل التين في 24.04.10 15:44 عدل 1 مرات | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 65 عدد المساهمات : 5657 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: ما بعد الذنب شر منه 23.04.10 23:52 | |
| :) جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك | |
|
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 47 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |