الفصاحة ..والبلاغة ..والبيان
قيل أن معاويه سأل عمرو بن العاص من ابلغ الناس
فقال : أقلهم لفظاً,وأسهلهم معنى, وأحسنهم بديهة.
ولو لم يكن في ذلك من الفخر لما اختص به الرسول صلى الله عليه وسلم
وافتخر به حيث يقول ( نصرت بالرعب وأوتيت جوامع الكلم)
وقيل .. ثلاثه تدل على عقول اصحابها
الرسول على عقل المرسل , والهديه على عقل المهدي , والكتاب على عقل الكاتب.
وقال البحتري .. خير الكلام ماقلّ وجلّ .. ودلّ ولم يملّ
وقالوا .. البلاغه ميدان لايقطع الا بسوابق الاذهان ولايسلك الا ببصائر البيان..
والفرق بين الفصاحه والبلاغه
ان البلاغة في المعاني
اما الفصاحة في الالفاظ
فيقال : معني بليغ .. ولفظ فصيح ..
والأمثله والقصص في ذلك كثيرة ولو أسترسلنا في ذلك لأطلنا و لمّل القارئ ..
ومن تلك القصص ..
حكّي ان الباديه قحطت في ايام هشام بن عبدالملك ..فقدمت عليه العرب ,وهابوا ان يكلموه ..
وكان فيهم درواس بن حبيب وهو ابن ست عشر سنه له ذؤابه وعليه شملتان فوقعت عليه عين هشام ..
فقال لحاجبه : ماشاء احد يدل علي الا دخّل الصبيان ...
فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقا ..وقال : ياأمير المؤمنين ان للكلام نشرا وطّيا..
وانه لايعرف مافي طيّه الا بنشره فان اذن لي امير المؤمنين ان انشره لنشرته ..
فاعجبه كلامه ..فقال له هشام .. انشره لله درك
فقال ياامير المؤمنين ..انه اصابتنا سنون ثلاث .. سنه اذابت الشحم ..وسنه اكلت اللحم .. وسنه دقت العظم ..
وفي ايديكم فضول مال , فان كانت لله ففرقوها على عباده ,, وان كانت لهم.. فعلام تحبسونها عنهم ...
وان كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ..فان الله يجزّي المتصدقين
فقال هشام .. ماترك لنا الغلام من الثلاث عذرا ..فامر للبوادي بمائه الف دينار ..ولدرواس مائه الف درهم ..
ثم قال له ..الك حاجه ؟؟
فقال درواس .. مالي حاجه في خاصة نفسي دون عامه الناس ..فخرج من عنده وهو من اجّل القوم ...