منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بنشر الثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن التين
مشرف
مشرف
ابن التين


تاريخ التسجيل : 17/03/2009
مكان الإقامة : ســـوريــــــــا
التحصيل التعليمي : طالب جامعة
العمل : موظف
العمر : 51
ذكر
عدد المساهمات : 1959
المزاج : الحمدلله رب العالمين
دعاء السمك

الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم   الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty26.07.10 17:56

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم

جاء في الحديث إنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
منافق يؤذي المؤمنين ، فقال أبو بكر الصديق :
قوموا بنا لنستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم
من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
((إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله))..
رواه الطبراني في معجمه الكبير .
وهذا الحديث قد يستدل به من يقول بمنع الاستغاثة به
صلى الله عليه وسلم
، وهذا استدلال باطل من أصله وذلك لأنه لو أجراه على ظاهره
لكان المقصود به
منع الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم مطلقاً ، كما هو ظاهر
اللفظ ،وهذا منقوض بفعل الصحابة معه صلى الله عليه وسلم
إذ كانوا يستغيثون ويستسقون به ويطلبون منه الدعاء وهو يستجيب لذلك بفرح
وسرور وحينئذ فلابد من تأويله بما يناسب عمومات الأحاديث
لينتظم شمل النصوص فنقول :
إن المراد بقوله ذلك هو إثبات حقيقة التوحيد في
أصل الاعتقاد وهو أن المغيث حقيقة هو الله تعالى
والعبد ما هو إلا واسطة في ذلك أو أنه أراد أن يعلمهم أنه لا يطلب من العبد
ما لا يقدر عليه كالفوز بالجنة والنجاة من النار والهداية التي هي العصمة
من الغواية وضمان الختم على السعادة .
والحديث لا يدل على تخصيص الاستعانة والإغاثة بالحي دون الميت
ولا يمت بصلة إلى هذا التفريق بل إن ظاهره يمنع
الاستغاثة أبداً بما سوى الله
دون تفريق بين حي وميت وهذا غير مقصود لما قدمناه .
ألفاظ مستعملة وردت في هذا الباب
وقد وردت ألفاظ في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
حصل بسببها اللبس عند بعضهم فحكم بالكفر على قائليها وذلك كقولهم :
ليس لنا ملاذ سوى النبي صلى الله عليه وسلم
ولا جاء إلا هو ..
وأنا مستجير به ..
وإليه يفزع في المصائب
وإن توقفت فمن أسأل
ومقصودهم ليس لنا ملاذ أي من الخلق ،
ولا رجاءأي من البشر ،
وإليه يفزع في المصائب أي من سائر الخلق لكرامته عند مولاه
وليقوم هو بالتوجه إلى الله والطلب منه
وإن توقفت فمن أسال أي من عباد الله .
ومع أننا في دعائنا وتوسلنا لا نستعمل مثل هذه الألفاظ
ولا ندعو إليها ولا نحث عليها دفعاً للإيهام وابتعاداً عن الألفاظ
المختلف فيها وتمسكاً بالظاهر الذي لا خلاف فيه
إلا أننا نرى أن الحكم على قائليها بالكفر تسرع
ليس بمحمود وتصرف لا حكمة فيه وذلك لأنه
لابد من أن نأخذ في الاعتبار أن قائليها
هم من الموحدين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيمون الصلاة
ويصدقون بجميع أركان الدين ويؤمنون بالله رباً وبمحمد نبياً وبالإسلام ديناً
وبذلك صارت لهم ذمة أهل الدين وحرمة الإسلام ، فعن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من صلى صلاتنا وأسلم
واستقبل قبلتنا
وأكل ذبيحتنا
فذلك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله
فلا تخفروا الله في ذمته)) ..
رواه البخاري .
ومن هنا فإن الواجب علينا أننا إذا وجدنا في
كلام المؤمنين إسناد شيء
لغير الله سبحانه وتعالى فإنه يجب حمله على المجاز العقلي
ولا سبيل إلى تكفيرهم إذ المجاز العقلي مستعمل
في الكتاب والسنة
فصدور ذلك الإسناد من موحد كاف في جعله إسناداً
مجازياً لأن الاعتقاد الصحيح
هو اعتقاد أن الله هو الخالق للعباد وأفعالهم لا
تأثير لأحد سواه لا لحي ولا لميت
فهذا الاعتقاد هو التوحيد بخلاف من اعتقد غير هذا
فإنه يقع في الإشراك
وليس في المسلمين إطلاقاً من يعتقد لأحد مع الله فعل أو ترك
أو رزق أو إحياء أو إماتة وما جاء من الألفاظ الموهمة
فإن مقصود
أصحابها هو الاستشفاع إلى الله بتلك الوسيلة فالمقصود هو الله سبحانه وتعالى
وليس من المسلمين رجل واحد يعتقد فيمن يطلبه أو يسأله أنه قادر على الفعل والترك
دون التفات إلى الله تعالى من قريب أو بعيد أو مع التفات هو أدنى إلى الشرك بالله
ونعوذ بالله أن نرمي مسلماً بشرك أو كفر من أجل خطأ أو جهل أو نسيان أو اجتهاد.
ونحن نقول : إن كان كثير من هؤلاء يخطئون في
التعبير بطلب المغفرة والجنة
والشفاء والنجاح وسؤالهم ذلك
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
مباشرة فإنه لا يخطئهم التوحيد ، لأن المقصود
هو الاستشفاع إلى الله بتلك الوسيلة
فكأنه يقول : يا رسول الله !
اسأل الله أن يغفر لي وأن يرحمني ، وأنا
أتوسل بك إليه في قضاء حاجتي
وتفريج كربتي وتحقيق رغبتي .
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يستعينون به
صلى الله عليه وسلم
ويستغيثون ويطلبون منه الشفاعة ويشكون حالهم إليه من الفقر
والمرض والبلاء والدين والعجز ، كما ذكرناه .
ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لا يفعل ذلك
بنفسه استقلاًلاً بذاته أو بقوته ،
وإنما هو بإذن الله وأمره وقدرته وهو عبد مأمور
له مقامه وجاهه عند ربه ،
وله كرامته التي يدخل بها على الله عامة البشر ممن
يؤمنون به ويصدقون برسالته
ويعتقدون فضله وكرامته .
ونحن نعتقد أن من اعتقد خلاف هذا فقد أشرك
بلا خلاف . ولذلك تراه صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان ينبه على هذا
إذا ظهر له بطريق الوحي أو الحال أن السائل أو السامع ناقص الاعتقاد
ففي موقف يخبر أنه سيد ولد آدم ،
وفي موقف آخر ينبههم على أن السيد هو الله ،
وفي موقف يستغيثون به ويعلمهم أن يتوسلوا به ،
وفي موقف يقول لهم : إنما يستغاث بالله ولا يستغاث بي ،
وفي موقف يسألونه ويستغيثون به فيجيبهم إلى طلبهم ،
بل ويخيرهم بين أمرين ، الصبر على البلاء مع ضمانة الجنة
أو كشف البلاء سريعاً
كما خير الأعمى
وخير المرأة
التي تصرع ،
وخير قتادة الذي ذهبت عينه ،
وفي موقف يقول :
من فرج عن مؤمن كربة ..
وفي موقف يقول :
لا يأتي بالخيرات إلا الله .
وبهذا يظهر لك أن عقيدتنا بحمد الله أصفى
عقيدة وأطهر ،
فالعبد لا يفعل شيئاً بنفسه مهما كانت رتبته أو
درجته حتى أفضل الخلق صلى الله
عليه وسلم ، إنما يعطي ويمنع ويضر وينفع ويجيب ويعين
بالله سبحانه وتعالى .
فإذا استغيث به أو استعين أو طلب فإنما يتوجه إلى المولى
جل شأنه سبحانه وتعالى ، فيطلب ويدعو ويسأل
ويشفع فيجاب ويشفع .
وما كان يقول لهم : لا تطلبوا مني شيئاً ولا
تسألوني ولا تشكوا حالكم إليَّ بل توجهوا إلى الله
واسألوه فبابه مفتوح وهو قريب
مجيب لا يحتاج إلى أحد ، وليس بينه وبين خلقه حجاب ولا بواب .

الخلاصــــة
والحاصل أنه لا يكفر المستغيث إلا إذا اعتقد
الخلق والإيجاد لغير الله تعالى ،
والتفرقة بين الأحياء والأموات لا معنى لها فإنه
من اعتقد الإيجاد لغير الله
كفر على خلاف للمعتزلة في خلق الأفعال ، وإن
اعتقد التسبب والاكتساب لم يكفر .
وأنت تعلم أن غاية ما يعتقد الناس في الأموات
هو أنهم متسببون ومكتسبون كالأحياء
لا أنهم خالقون موجدون كالإله إذ لا يعقل أن يعتقد فيهم الناس أكثر من
الأحياء وهم لا يعتقدون في الأحياء إلا الكسب والتسبب ، فإذا كان هناك غلط
فليكن في اعتقاد التسبب والاكتساب لأن هذا هو غاية ما يعتقده المؤمن في المخلوق
وإلا لم يكن مؤمناً والغلط في ذلك ليس كفراً ولا شركاً .
ولا نزال نكرر على مسامعك أنه لا يعقل أن يعتقد في الميت أكثر مما يعتقد
في الحي فيثبت الأفعال للحي على سبيل التسبب ، ويثبتها للميت على سبيل التأثير
الذاتي والإيجاد الحقيقي فإنه لا شك أن هذا مما لا يعقل .
فغاية أمر هذا المستغيث بالميت – بعد كل تنزل –
أن يكون كمن يطلب العون من المقعد غير عالم أنه
مقعد ،ومن يستطيع أن يقول :إن ذلك شرك ؟
على أن التسبب مقدور للميت وفي إمكانه أن
يكتسبه كالحي بالدعاء لنا
فإن الأرواح تدعوا لأقاربهم .
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات
فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك
قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم إلى ما هديتنا ،
أخرجه أحمد وله طرق يشد بعضها بعضاً ،
أنظر الفتح الرباني ترتيب المسند ج7 ص89
وشرح الصدورللسيوطي .
وجاء عن ابن المبارك بسنده إلى أبي أيوب ،
قال :
تعرض أعمال الأحياء على الموتى ،
فإذا رأوا حسناً فرحوا واستبشروا ،
وإن رأوا سوءاً قالوا : اللهم راجع بهم .
(أنظر كتاب الروح لابن القيم) .

تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن التين
مشرف
مشرف
ابن التين


تاريخ التسجيل : 17/03/2009
مكان الإقامة : ســـوريــــــــا
التحصيل التعليمي : طالب جامعة
العمل : موظف
العمر : 51
ذكر
عدد المساهمات : 1959
المزاج : الحمدلله رب العالمين
دعاء السمك

الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: إياك نعبد وإياك نستعين   الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty26.07.10 18:00

إياك نعبد وإياك نستعين

إننا نعتقد اعتقاداً جازماً لازماً لا شك فيه
ولا ريب أن الأصل في الاستعانة والاستغاثة
والطلب والنداء ، والسؤال هو أن يكون لله
سبحانه وتعالى فهو المعين والمغيث والمجيب .
قال الله تعالى :

وَلاَتَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ
فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ
وقال :
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وقال :
فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ
وقال :
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ
إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ
وقال :
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
فالعبادة بجميع أنواعها لابد أن تصرف لله
وحده ولا يجوز صرف شيء منها

لغير الله كائناً من كان
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *

لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ
أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ

فلا نذر إلا لله ولا دعاء إلا له ولا ذبح إلا
له ولا استغاثة ولا استعاذة ولا استعانة

ولا حلف إلا بالله ولا توكل إلا عليه
سبحانه وتعالى عما يشرك به
المشركون علواً كبيراً .
ونحن نعتقد أن الله هو الخالق للعباد وأفعالهم لا تأثير لأحد سواه لا لحي
ولا ميت ،وليس لأحد مع الله فعل أو ترك أو رزق أو إحياء أو إماتة ،

وليس أحد من الخلق قادراً على الفعل أو الترك بنفسه استقلالاً
دون الله أو بالمشاركة مع الله أو أدنى من ذلك .
فالمتصرف في الكون هو الله سبحانه وتعالى ولا يملك أحد شيئاً

إلا إذا ملكه الله ذلك وأذن له في التصرف فيه ، ولا يملك أحد لنفسه فضلاً عن غيره
نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا نشوراً إلا ما شاء الله بإذن الله
فالنفع والضر حينئذ محدود بهذا الحد ومقيد بهذا القيـد
ونسبتـه إلى الخلق على سبيـل التسبب والتكسب
لا على سبيل الخلق أو الإيجاد أو التأثير أو العلـة
أو القوة والنسبـة في الحقيقـة مجازيـة
ليست حقيقية ، ولكن الناس يختلفون في التعبير عن هذه الحقائق،
فمنهم من يسرف في استعمال المجاز إسرافاً شديداً حتى يقع في شبه لفظية
هو منها برئ وقلبه سليم منعقد على كمال التوحيد والتنزيه
لله سبحانه وتعالى . ومنهم من يتمسك بالحقيقة تمسكاً زائداً عن حد الاعتدال فيصل به إلى التعنت والتشدد والإساءة إلى الناس بمعاملتهم على خلاف معتقدهم وحملهم على
ما لا يقصدون وإلزامهم بما لا يريدون والحكم عليهم بما هم عنه بريئون
والواجب الاعتدال والبعد
عن كل ذلك فهو أسلم للدين

وأحوط في حماية مقام التوحيد .

والله أعلم .

الاستعانة والتوجه بالطلب للنبي صلى الله عليه وسلم

ذكرنا فيما تقدم أننا نعتقد اعتقاداً جازماً لا
شك فيه ولا ريب أن الأصل في الاستعانة والاستغاثة والطلب والنداء والسؤال هو أن
يكون لله سبحانه وتعالى فهو المعين والمغيث والمجيب ،

يقول الله عز وجل :
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
فمن استعان بمخلوق أو استغاث به أو ناداه أو
سأله أو طلبه سواء كان حياً أو ميتاً معتقداً أنه ينفع أو يضر بنفسه استقلالاً دون
الله فقد أشرك لكن الله أجاز
للخلق أن يستعين بعضهم ببعض وأن يستغيث بعضهم ببعض ،

وأمر من استعين أن يعين ، ومن استغيث أن يغيث
ومن نودي أن يجيب ، والأحاديث على هذا كثيرة جداً كلها تدل على إغاثة الملهوف

وإعانة المحتاج
وتفريج الكربات

والنبي صلى الله عليه وسلم
أعظم من يستغاث به إلى الله سبحانه وتعالى في كشف الكربات

وقضاء الحاجات .
فأي شدة أكبر من شدة يوم القيامة
حين تطول الوقفة وتشتد الزحمة ويتضاعف الحر
ويلجم العرق من شاء الله ومع عظم هذه الشدة
وبلوغها الغاية فإن الناس يستغيثون إلى الله
بخيرة خلقه

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
وبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ،
الحديث ، وقد عبر فيه صلى الله عليه وسلم
بلفظ الاستغاثة ، وهو بهذا اللفظ في صحيح
البخاري .

وقد كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يستعينون
به صلى الله عليه وسلم ويستغيثون ويطلبون منه الشفاعة ويشكون حالهم
إليه من الفقر والمرض والبلاء والدين والعجز ويفزعون إليه عند الشدائد ويطلبون منه
ويسألونه معتقدين أنه ليس إلا واسطة وسبباً في النفع والضر والفاعل حقيقة هو (الله ) .

أبو هريرة يشكو النسيان
أخرج البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم النسيـان لما يسمعـه من حديثـه
الشريـف وهـو يريـد أن يزول عنه ذلك – فقال رضي الله عنه :

يا رسول الله !
[إني أسمع منك حديثاً كثيراً فأنساه فأحب أن لاأنسى
فقال صلى الله عليه وسلم((ابسط رداءك))
فبسطه فقذف بيده الشريفة من الهواء في الرداء ثم
قال :ضمه فضمه ،

قال أبو هريرة : فما نسيت شيئاً بعد .
رواه البخاري في كتاب العلم باب حفظ العلم [رقم الحديث 119] .
فها هو أبو هريرة يطلب منه عليه الصلاة والسلام عدم نسيان شيء وهو مما لا يقدر
عليه إلا الله عز وجل – فلم ينكره ولم يرمه بشرك ، لما يعلم كل أحد أن الموحد إذا
طلب شيئاً من ذوي الجاه عند الله فلا يريد منهم أن يخلقوا شيئاً ولا هو معتقد فيهم
شيئاً من ذلك وإنما يريد أن يتسببوا له بما أقدرهم الله عليه من دعاء وما شاء الله
من تصرف .
وها أنت ذا ترى أنه عليه الصلاة

والسلام أجابه إلى مطلبه ، ولم يرد أنه دعا له في هذه القصة ، وإنما غرف له من
الهواء ، وألقاه في الرداء وأمره فضمه إلى صدره فجعل الله ذلك تفضلاً سبباً لقضاء
حاجته .
وكذلك لم يقل له عليه الصلاة والسلام :
مالك تسألني والله أقرب إليك مني ؟
لما هو معلوم عند كل أحد أن المعول عليه في قضاء الحوائج من بيده مقاليد
الأمور إنما هو أقربية الطالب منه عز وجل وكمال مكانته عنده .

قتادة يستغيث به لإصلاح عينه :
وقد ثبت أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه
فسالت حدقته على وجنته

فأرادوا أن يقطعوها ، فقال : لا حتى أستأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فاستأمره ،
فقال :لا ، ثم وضع راحته على حدقته ثم غمزها فعادت كما كانت

فكانت أصح عينيه.
رواه البغوي وأبو يعلى وأخرجه الدارقطني وابن شاهين والبيهقي في الدلائل ،
ونقلها الحافظ ابن حجر في الإصابة (ج3 ص225) ، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد
(ج4 ص297) ، والحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى
.

وآخر يستعين به في زوال سلعته :
عن محمد بن عقبة بن شرحبيل عن جده عبد
الرحمـن عن أبيه قال :أتيت رسـول الله صلى الله عليه وسلم
وبكفي سلعـة فقلـت : يا نبي الله ! هذه السلعة قد أورمتني لتحول بيني وبين

قائم السيف أن أقبض عليه وعن عنان الدابة ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((أدن مني)) ..
قال : فدنوت ففتحها فنفث في كفي ثم وضع يده على السلعة

فما زال يطحنها بكفه حتى رفع عنها وما أرى أثرها .
رواه الطبراني وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع
الزوائد (ج8 ص298) .
والسلعة (دمل) تظهر تحت الجلد .

معاذ يطلب منه إصلاح يده :
وفي يوم بدر ضرب عكرمة بن أبي جهل معاذ بن عمرو
بن الجموح على عاتقه أثناء القتال يقول معاذ : فضرب يدي فتعلقت بجلدة من جنبي
وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني

وضعت عليها قدمي ثم تمطيت عليها حتى طرحتها .
قال في المواهب : وجاء معاذ بن عمرو يحمل يده ،
وضربه عليها عكرمة ،

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
، كما ذكر القاضي عياض عن ابن وهب ،
فبصق عليه الصلاة والسلام عليها فلصقت .
ذكر هذه القصة الزرقاني وأسندها إلى ابن إسحاق ومن طريقه الحاكم .


الاستعانة والاستغاثة به إلى الله في البلاء :

وقد استفاضت النصوص الصحيحة التي تنطق بأنهم
كانوا إذا أصابهم القحط وانقطع عنهم المطر فزعوا إليه مستشفعين متوسلين طالبين
مستغيثين به إلى الله فيعرضون عليه حالهم ويشكون ما نزل بهم من البلاء والشر .
فهذا أعرابي يناديه وهو صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة ويقول :

(( يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل
فادع الله أن يغيثنا فدعا الله وجاء المطر إلى الجمعة الثانية ، فجاء وقال : يا
رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي .. يعني من كثرة المطر فدعا
صلى الله عليه وسلم

فانجاب السحاب وصار المطر حول المدينة)) ..
(رواه البخاري في كتاب الاستسقاء

باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا) .
وروى أبو داود بسند جيد عن عائشة رضي الله عنها

قالت شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر .
رواه أبو داود في كتاب الصلاة أبواب الإستسقاء .
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن أنس ، بسند ليس فيه متهم بالوضع



وانظر فتح الباري (ج2 ص495) .
عن أنس بن مالك أن أعرابياً جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله !

أتيناك ومالنا بعير يئط ، ولا صبي يغط
فقام يجر رداءه حتى صعد المنبر فرفع يديه فقال
:
((اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً
مريعاً غدقاً طبقاً نافعاً غير ضار عاجلاً

غير رائث تملأ به الضرع ، وتنبت به الزرع ،
وتحيي به الأرض بعد موتها .

قال فما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديه حتى ألقت السماء بأردافها ، وجاء الناس
يضجون الغرق ،


فقال صلى الله عليه وسلم حوالينا ولا علينا)) ..
فانجاب السحاب عن المدينة .
فانظر كيف أسند صلى الله عليه وسلم الإغاثة والنفع ونحوهما – إلى الغيث
على سبيل المجاز في الإسناد ، وكيف أقر الشاعر على قوله وليس لنا إلا إليك فرارنا
– البيت ولم يعده مشركاً – لأن القصر فيه إضافي ،


وهل كان يخفى عليه صلى الله عليه وسلم قوله
تعالى :
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ
وقد أنزلت عليه .
والمعنى أن الفرار المرجو نفعه المؤكد – إليك لا إلى من دونك ،

وإلى الرسل لا إلى من دونهم – فإن المرسلين أعلى
من بهم يتوسل إلى الله عز وجل ، وأعظم من يقضي الله الحوائج على أيديهم للملتجئين
إليهم والمستغيثين وتأمل جيداً – تأثره الشديد صلى الله عليه وسلم بما
أنشده هذا الشاعر ، وشدة سرعته إلى نجدتهم وإغاثتهم حيث قام إلى المنبر يجر رداءه

ولم يتمهل حتى
يصلحه استعجالاً لإجابة داعيه ،

وإسراعاً إلى إغاثة مناديه ،

عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام .

منقول من كتاب

مفاهيم يجب أن تصحح
لسليل بيت العلم والتقى

الدكتور محمد علوي
المالكي الحسني

خادم العلم الشريف بالبلد
الحرام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 65
ذكر
عدد المساهمات : 5657
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم   الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty26.07.10 19:19

:)


أعظم من يستغاث به إلى الله سبحانه وتعالى
النبي صلى الله عليه وسلم في كشف الكربات
وقضاء الحاجات .


أشكرك أخي عادل على حسن اسهاماتك في المنتدى

طهر ( الله ) قلبك ..

وأزاح ( الله ) همك ..

وغفر ( الله ) ذنبك ..

وبارك ( الله ) عملك ..

وفرج ( الله ) كربك ..

وسدد ( الله ) رأيك ..

وبارك ( الله ) في يومك وغدك ..


Twisted Evil

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوعلاء
مشرف
مشرف
أبوعلاء


تاريخ التسجيل : 23/04/2010
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : معهد متوسط
العمل : موظف
العمر : 46
ذكر
عدد المساهمات : 5117
المزاج : الحمد لله على كل حال
دعاء الثور

الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم   الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty27.07.10 0:44

:)
يقول الله عز وجل :
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

Rolling Eyes
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفاروق
مشرف
مشرف
الفاروق


تاريخ التسجيل : 05/05/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : كلية الشريعة
العمل : مدرس
العمر : 47
ذكر
عدد المساهمات : 4805
المزاج : أسأل الله العفو والعافية
دعاء الجدي

الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم   الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم Empty27.07.10 3:37

:D
قتادة يستغيث به لإصلاح عينه :
وقد ثبت أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه فسالت حدقته على وجنته
فأرادوا أن يقطعوها ، فقال : لا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستأمره ،فقال :لا ، ثم وضع راحته على حدقته ثم غمزها
فعادت كما كانت فكانت أصح عينيه.
Rolling Eyes
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alshlash.yoo7.com/
 
الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حتى الكلاب تغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عدول
» أشــكال رؤيا رسـول الله صلى الله عليه وسلم
» أهل الشام كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
» من نوادر الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منازل السائرين :: ¤ ¤ ¤ قد أفلح من تزكى ¤ ¤ ¤ :: .:: مفاهيم يجب أن تصحح ::.-
انتقل الى: