دراسة جغرافية لبلدة محكان

دراسة جغرافية لبلدة محكان
دراسة أعدت لنيل درجة الإجازة في الجغرافية البشرية

إعداد الطالب
أحمد حمد السلامة العبد

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمداً المبعوث رحمة للعالمين أما بعد:
فإن أكثرنا وإن لم يكن جميعنا قد مرت على مسامعه عبارة " سورية مهد الحضارات" ونعتقد من خلال ما قرأنا ودرسنا أن هذه العبارة صحيحة وليس عليها غبار أبداً.
وإن الحضارة في طفولة البشرية قامت على ضفاف الأنهار طلباً للماء والكلأ نظراً لسهولة الأرض وخصوبتها و سورية كجزء من هذه الحضارات إنما قامت على ضفاف الفرات والعاصي وكل الأوابد التاريخية تشهد على ذلك.
إن بعض المدن والبلدان السورية معروف والآخر منها غير معروف وفي دراستنا هذه ستتطرق إلى أحد هذه البلدات وهي بلدة محكان .
على بعدما يقارب /50/كم عن مدينة دير الزور وباتجاه الجنوب الشرقي على الطريق الدولي الذي يصل بين دير الزور ومدينة البوكمال ثم يتابع باتجاه العراق تصادفك عبارة لطيفة وهي " بلدة محكان ترحب بكم".
يعنى البحث بدراسة شاملة لبلدة محكان أجريتها لنيل درجة الإجازة في الجغرافية البشرية من جامعة دمشق.
حاولنا قدر الإمكان التعريف ببلدة مِحكان من خلال :
الدراسة الميدانية عبر سلسلة من اللقاءات مع سكان البلدة والمسؤولين فيها ومن بعض الكتب والمراجع التي تطرقت إلى محافظة دير الزور بالإضافة إلى معرفتي الشخصية بالبلدة كوني أحد أبنائها.
أقدم هذا العمل بالجهد المبذول راجياً من الله أن أكون قد وفقت في دراستي الجغرافية لها شاملاً كل النشاطات الاجتماعية والاقتصادية
والله ولي التوفيق
أهمية البحث
تكمن أهمية هذه الدراسة في إعطاء صورة واضحة عن الوضع الطبيعي والسكاني والاقتصادي والاجتماعي لهذه المدينة والخدمات المتوفرة والمشكلات التي يعاني منها السكان، لا سيما إنها الدراسة الأولى التي تتطرق إلى هذه البلدة بشكل مباشر من ناحية ومن ناحية أخرى البحث في المشكلات التي تعانيها البلدة وسبل تذليلها وتطوير البلدة.
أهداف البحث:
لكل دراسة أو بحث ما هدف وغاية ويهدف في هذا البحث إلى التعرف ببلدة محكان  من خلال:
1- دراسة الظروف الطبيعية لها بكافة نواحيها .
2- دراسة الأوضاع البشرية والخصائص الديموغرافية للسكان .
3- دراسة الأنشطة الاقتصادية الرئيسية للبلدة من خلال دراسة العمران وتوزع الخدمات في البلدة , ومن أهداف البحث الأساسية الدراسة الجغرافية للنشاطات الاقتصادية الإنتاجية الزراعة والخدمات وإعداد الكوادر والاتجاهات الأساسية والخطط المستقبلية للنهوض بها.
4أثرالنشاط البشري في استصلاح الأراضي واستثمارها وما نجم عن هذا من جذب للسكان وتوسع رقعة العمران الحديث واستعادة الأيدي العاملة التي هاجرت إلى خارج المدينة.
5- عرض أهم المشكلات التي تعاني منها البلدة والمقترحات لحل هذه المشكلات.
منهجية البحث:
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي والاستقرائي والاستنتاجي ونظراً للمساهمة الكبيرة التي تقدمها الدراسات الجغرافية بكافة فروعها فقد اعتمدناها أساساً منهجياً لهذه الدراسة وسنستخدم في هذه الدراسة المدخل الكمي بالاعتماد على إحصاءات كل من الوحدة الإرشادية و رئاسة مجلس البلدية والمجموعة الإحصائية السكانية في مركز المنطقة والدراسة الميدانية كما تم الاعتماد على كل من المناهج التالية:
1- المنهج التاريخي: لدراسة بعض الظواهر التاريخية.
2- المنهج الاستقرائي: في التحليل والاستنتاج مثل تحليل وتفسير الجداول والمخططات الإحصائية.
3- المنهج الكارتوغرافي: من خلال استخدام ورسم الخرائط والمخططات.
4- المنهج الإحصائي: من خلال الحصول على بعض الإحصاءات السكانية والزراعية .

تمهيد
يعتبر حوض الفرات  من أهم الأنهار الذي قامت عليه حضارات قديمة ازدهرت لآلاف السنين من أهمها حضارة (بقرص- مملكة ماري- - حلبية وزلبية-الرحبة...)وغيرها.
تقع بلدة محكان على الضفة اليمنى لنهر الفرات , وإن الموقع والامتداد الحاليين لا يمثلان إلا التاريخ الحديث للبلدة أما موقعها القديم يتمثل بالبناء الطيني المشاد قبل عام 1968 الذي تعرض للانجراف من قبل نهر الفرات ولم يبقى له أي أثر.
أما سبب تسمية البلدة " بمحكان " يعود حسب الروايات التاريخية إلى:
- السبب الأول: مأخوذ من شكلها الذي يأخذ شكل المحقن كانت تسمى محقان وقلبت القاف إلى كاف كما هو معروف في لهجة أهل الفرات .
- أما السبب الثاني للتسمية وهو الأقرب والأصح فيعود نسبة إلى حاكم الرحبة (الميادين) أحمد بن محكان , وهو أحد الأمراء في العصر العباسي والذي توفي في عام 415 هـ, إذ كانت هذه البلدة تابعة له وتسمى مزرعة ابن محكان وبقي هذا الاسم ملاصقاً لها حتى الآن بعد حذف كلمتا مزرعة وابن وبقاء اسم محكان(1).
ويدل شكل البلدة الخارجي على شيء من الفرادة إذ تفصل بين بيوتها شوارع رئيسية كما ذكرها الباحث الفرنسي هنري شارل في أطروحته عام 1936(2).
وبلدة محكان كبقية البلدات والمدن الواقعة على نهر الفرات قامت على أرضها الحضارات والممالك حيث أكد علماء الآثار وجود ممالك ومدن أثرية كثيرة لم تكتشف إلى الآن على امتداد نهر الفرات ويوجد في البلدة آثار و مزارات لم يستطع أحد أن يحدد تاريخ بنائها لعدم القيام بدراسات وأبحاث في هذه الآثار.
ومن أهم هذه الآثار:
1- مزار علي بن أبي طالب : كما يسمى عند أهل المنطقة وينسب إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويوجد عند هذا المزار نبع مياه كبريتية تحمل اسم عين علي.
2-  مزار الشبلي: ولا يوجد تاريخ دقيق لهذا المزار.
3- مزار الشيخ سريج: وهناك عدة روايات لأصل هذا المزار  منها: انه يعود إلى عهد الإمام علي كرم الله وجهه, وأخرى أنه يعود إلى رجل صالح كان يصنع سروجاً للخيول مات ودفن في ذلك المكان وغير معروف في أي زمن بني هذا المزار.
ولا تحتل هذه المزارات أهمية سياحية كبيرة سوى من سكان المنطقة والمناطق المجاورة وبشكل خفيف.

وللمزيد من الفائدة هذه هذا هو الملف كاملاً

دراسة جغرافية لبلدة محكان