منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بنشر الثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ألفاظ التعزية المشروعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 65
ذكر
عدد المساهمات : 5657
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

ألفاظ التعزية المشروعة Empty
مُساهمةموضوع: ألفاظ التعزية المشروعة   ألفاظ التعزية المشروعة Empty06.08.14 17:39

السؤال:

يستعمل بعض الناس ألفاظاً عند التعزية كقولهم ( البقية في حياتك ) وقولهم ( يسلم رأسك ) فما حكم هذه العبارات أفيدونا ؟

الجواب: أ.د حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا حرج في اختيار أي لفظ للتعزية يدعو للصبر شريطة ألا يتضمن مخالفة شرعية.

يقول الأستاذ الدكتور حسام الدين عفانة ـ أستاذ الفقه والأصول ـ القدس ـ فلسطين:

الـتعزية من السنة وهي مستحبة عند أهل العلم فقد ورد في الـحـديـث أن النبي ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كـساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ) رواه ابن ماجة والبيهقي بإسناد حسن كما قال الإمـام الــنـووي فــي الأذكار ص 126.

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه ) رواه مسلم.

وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن جعفر في قصة استشهاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وفيها ( فقال اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرار ) قال العلامة الألباني: وإسناده صحيح على شرط مسلم، أحكام الجنائز ص 166. وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال:( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهد الأنصار، ويعودهم، ويسأل عنهم، فبلغه عن امرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره، وأنها جزعت عليه جزعاً شديداً، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة، قيل للمرأة : إن نبي الله يريد أن يدخل، يعزيها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك، فأمرها بتقوى الله وبالصبر، فقالت : يا رسول الله مالي لا أجزع وإني امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي غيره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرقوب: الذي يبقى ولدها، ثم قال : ما من امرىء أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد يحتسبهم إلا أدخله الله بهم الجنة، فقال عمر وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم : بأبي أنت وأمي واثنين ؟ قال: واثنين .) قال العلامة . [ رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. قلت – . - بل هو على شرط مسلم فإن رجاله كلهم رجال صحيحه، لكن أحدهم فيه ضعف من قبل حفظه لكن لا ينزل حديثه هذا عن رتبة الحسن والحديث أورده الهيثمي في المجمع... وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ] أحكام الجنائز ص 165.

إذا تقرر هذا فإن ألفاظ التعزية بابها واسع، فتجوز بكل لفظ يدعو إلى الصبر ما لم يتضمن مخالفة للشرع قال الإمام الشافعي [ وليس في التعزية شيء مؤقت يقال لا يُعدى إلى غيره ] الأم 1/278.

وقال الإمام النووي:

[ وأما لفظ التعزية فلا حجر فيه فبأي لفظ عزاه حصلت واستحب أصحابنا أن يقول في تعزية المسلم للمسلم أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك … وأحسن ما يعزى به ما روينا في صحيح البخاري ومسلم. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً في الموت فقال للرسول: ارجع إليها فأخبرها أن لله تعالى ما أخــذ ولـه ما أعطى وكل شـيء عنـده بأجـــل مـــسمى فمرها فــلـــتصبر وتحتــــسب … ] الأذكار ص 127.

وقال الشيخ ابن قدامة المقدسي:

[ ولا نعلم في التعزية شيئاً محدوداً, إلا أنه يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم { عزى رجلاً، فقال : رحمك الله وآجرك . } رواه الإمام أحمد. وعزى أحمد أبا طالب, فوقف على باب المسجد فقال: أعظم الله أجركم, وأحسن عزاءكم. وقال بعض أصحابنا: إذا عزى مسلماً بمسلم قال: أعظم الله أجرك, وأحسن عزاك, ورحم الله ميتك. واستحب بعض أهل العلم أن يقول ما روى جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, قال: { لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية, سمعوا قائلا يقول: إن في الله عزاء من كل مصيبة, وخلفا من كل هالك, ودركا من كل ما فات, فبالله فثقوا, وإياه فارجوا, فإن المصاب من حرم الثواب. } رواه الشافعي في مسنده ] المغني 2/405.

وقال الشوكاني:

[ وأصل العزاء في اللغة: الصبر الحسن, والتعزية: التصبر, وعزَّاه: صبَّره, فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له تعزية بأي لفظ كان ...] نيل الأوطار 4/109. وقال الحطاب المالكي:

[ وأما ألفاظ التعزية فقال في الجواهر إثر كلامه المتقدم ذكر ابن حبيب ألفاظاً في التعزية عن جماعة من السلف، ثم قال والقول في ذلك واسع إنما هو على قدر منطق الرجل وما يحضره في ذلك من القول وقد استحسنت أن أقول : أعظم الله أجرك على مصيبتك، وأحسن عزاءك عنها، وعقباك منها غفر الله لميتك ورحمه، وجعل ما خرج إليه خيراً مما خرج عنه.]. مواهب الجليل شرح مختصر خليل 3/38.

وقد وردت عبارات كثيرة عن السلف في التعزية منها ما رواه الطبراني في كتاب الدعاء بإسناده " عن محمود بن لبيد، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ـ أنه مات ابن له، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم يعزيه بابنه، فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى معاذ بن جبل، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لاإله إلا هو، أمابعد، فأعظم الله لك الأجر، و ألهمك الصبر، و رزقنا و إياك الشكر، فإن أنفسنا و أموالنا وأهلينا و أولادنا من مواهب الله الهنية، و عواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة و سرور، و قبضه منك بأجر كثير، الصلاة و الرحمة و الهدى، إن احتسبته بالصبر، و لا يحبط جزعك أجرك، فتندم على مافاتك من ثواب مصيبتك، فإنك لو اطلعت على ثواب مصيبتك، لعرفت أن المصيبة قد قصرت عن الثواب ـ و هذه الزيادة في بعض طرقه ـ ثم قال : و ما هو نازل بك فكأن قد، و السلام " . و رواه الحاكم في المستدرك و قال : غريب حسن ]
وبناءً على ما سبق فإنه لم يرد في الشرع لفظ معين للتعزية وخاص بها، لا تصح إلا به، بل الأمر في ذلك واسع ومطلق، وكل ما أطلقه الشارع الحكيم يبقى على إطلاقه، لذلك تصح التعزية بكل لفظ يفيد التصبر والرضا بما قدر الله عز وجل نحو : عظم الله أجرك وألهمك الصبر والسلوان ونحو أحسن الله عزاءك، وجبر مصيبتك، وأعظم أجرك، وغفر لميتك، وهذه العبارات تقال في تعزية المسلم بالمسلم. وفي تعزية المسلم بالكافر يقول: (أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك. )
ومن المعلوم أنه يجوز للمسلم أن يعزي غير المسلم في ميته وهذا قول جمهور أهل العلم.

وذكر العلماء عدة عبارات تقال في هذه التعزية منها :

( أخلف الله عليك ولا نقص عددك ) ومنها ( أعطاك الله على مصيبتك أفضل ما أعطى أحداً من أهل دينك ) ( ألهمك الله الصبر وأصلح بالك ) ومنها ( أكثر الله مالك وأطال حياتك أو عمرك ) ومنها ( لا يصيبك إلا خير ) وفي تعزية الكافر بالمسلم يقول: (أحسن الله عزاءك وغفر لميتك)
وأخيراً فإن التعزية بعبارة ( يسلم رأسك ) لا حرج فيها حيث إنها متضمنة للدعاء للمخاطب بالسلامة، وكذلك عبارة ( البقية في حياتك ) لا بأس بالتعزية بها حيث فيها الدعاء بأن يكون الخير في بقية حياة المخاطب، ولكن الأولى والأفضل هو ما ورد من ألفاظ التعزية في السنة النبوية.

وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد العثيمين :عن حكم قول:( البقية في حياتك ) عند التعزية ورد أهل الميت بقولهم (حياتك الباقية).

فأجاب بقوله: لا أرى فيها مانعاً إذا قال الإنسان ( البقية في حياتك ) لا أرى فيها مانعاً، ولكن الأولى أن يقال: إن في الله خلف من كل هالك، أحسن من أن يقال (البقية في حياتك)، كذلك الرد عليه إذا غير المعزي هذا الأسلوب فسوف يتغير الرد.]
وخلاصة الأمر:
أن استعمال الألفاظ الواردة في السنة في التعزية هو الأحسن والأفضل ولكن لو استعمل ألفاظاً أخرى لا تتضمن محذوراً شرعياً فلا حرج إن شاء الله ومنها قولهم ( يسلم رأسك ) وقولهم ( البقية في حياتك ).

والله أعلم.

نشرت هذه الفتوى على موقع فضيلة الشيخ بتاريخ الجمعة 21 يوليو 2006.


مصدر الفتوى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ألفاظ التعزية المشروعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما قيل في التعزية
» الزيارة النبوية المشروعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منازل السائرين :: ¤ ¤ ¤ القسم الاسلامي ¤ ¤ ¤ :: .:: فتوى العلماء ::.-
انتقل الى: