منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
مرحباً بكم زوارنا الكرام وتأملوا في قول الفُضيل بن عِياض رحمه الله :
" الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ،
وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
أهلاً وسهلاً بكم على صفحات منازل السائرين


No
منتدى منازل السائرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بنشر الثقافة الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 10 لماذا أضاف الله الصيام له؟

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صالح العلي
المشرف العام
المشرف العام
صالح العلي


تاريخ التسجيل : 12/03/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : جامعي
العمل : التعليم
العمر : 65
ذكر
عدد المساهمات : 5657
المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
دعاء العقرب

10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty
مُساهمةموضوع: 10 لماذا أضاف الله الصيام له؟   10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty31.08.09 5:18

:D

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به،...
(صدق رسول الله).

السؤال : لماذا أضاف الله الصيام له؟. وضح ذلك مشكوراً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجبوري
عضو مميز
عضو مميز
الجبوري


تاريخ التسجيل : 21/06/2009
مكان الإقامة : سوريـــــــــــــــــا
التحصيل التعليمي : جامعي-ترجمة
العمل : التعليم
العمر : 39
ذكر
عدد المساهمات : 1556
المزاج : متفائل
دعاء الجدي

10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty
مُساهمةموضوع: اليوم العاشر من رمضان   10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty31.08.09 7:24

:)


الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاكيا عن رب العزة : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )




أن الله اختص الصيام بنفسه ، وقد تكلم العلماء في سبب ذلك ، فكان مما قالوه : إن الصيام لا يعلم أجره إلا الله ، وأن الصائم يعطى أجره بغير حساب ؛ لأن الصيام من الصبر ، وقد قال الله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ، ومما قالوه أيضا : إن الصيام لا يدخل في المقاصة التي تحصل بين العباد ، ولكن الله يرضي عن الصائم خصماءه يوم القيامة ، وهذا يكون لمن حسن صيامه .

قال العلامة ابن رجب الحنبلي في لطائفه :-

ثبت في الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال عز و جل : إلا الصيام فإنه لي و أنا الذي أجزي به ، إنه ترك شهوته و طعامه و شرابه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه ، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " .
و في رواية : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي " . و في رواية للبخاري : " لكل عمل كفارة ، و الصوم لي و أنا الذي أجزي به " .
و خرجه الإمام أحمد من هذا الوجه و لفظه : " كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم و الصوم لي و أنا أجزي به " .

فعلى الرواية الأولى : يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام ، فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد
بل يضاعفه الله عز و جل أضعافاً كثيرة بغير حصر عدد ، فإن الصيام من الصبر و قد قال الله تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
و لهذا ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم : " أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر " .
و في حديث آخر عنه صلى الله عليه و سلم قال : " الصوم نصف الصبر " . خرجه الترمذي .
و الصبر ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، و صبر عن محارم الله ، و صبر على أقدار الله المؤلمة .
و تجتمع الثلاثة في الصوم فإن فيه صبراً على طاعة الله ، و صبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات ، و صبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع و العطش، و ضعف النفس و البدن ، و هذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين : " ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين " .
و في الطبراني " عن ابن عمر مرفوعاً : الصيام لا يعلم ثواب عمله إلا الله عز و جل " . و روي مرسلاً و هو أصح.
و اعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ، و لذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة و المدينة كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام " . و في رواية : " فإنه أفضل " ، و كذلك روي : " أن الصيام يضاعف بالحرم " . و في سنن ابن ماجة بإسناد ضعيف " عن ابن عباس مرفوعاً : من أدرك رمضان بمكة فصامه و قام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه " ، و ذكر له ثواباً كثيراً .
و منها : شرف الزمان كشهر رمضان ، و عشر ذي الحجة ، و في الترمذي " عن أنس : سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الصدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان " .
و في الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عمرة في رمضان تعدل بحجة " ، أو قال : " حجة معي " . و ورد في حديث آخر : " أن عمل الصائم مضاعف " . و ذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله ، و تسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره .
قال النخعي : صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ، و تسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة ، فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام لشرف زمانه .
و كونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده ، و جعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني الإسلام عليها.
و قد يضاعف الثواب بأسباب أخر منها شرف العامل عند الله و قربه منه، و كثرة تقواه كما يضاعف أجر هذه الأمة على أجور من قبلهم من الأمم و أعطوا كفلين من الأجر .
و أما على الرواية الثانية : فاستثناء الصيام من بين الأعمال يرجع إلى أن سائر الأعمال للعباد، و الصيام اختصه الله تعالى لنفسه من بين أعمال عباده وأضافه إليه .
و أما على الرواية الثالثة : فالاستثناء يعود إلى التكفير بالأعمال ، و من أحسن ما قيل في ذلك ما قاله سفيان بن عيينة رحمه الله قال : هذا من أجود الأحاديث و أحكمها : " إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ، و يؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى إلا الصوم فيتحمل الله عز و جل ما بقي عليه من المظالم و يدخله بالصوم الجنة " . خرجه البيهقي في شعب الإيمان و غيره .
و على هذا فيكون المعنى : أن الصيام لله عز و جل فلا سبيل لأحد إلى أخذ أجره من الصيام بل أجره مدخر لصاحبه عند الله عز و جل .
و حينئذ فقد يقال : إن سائر الأعمال قد يكفر بها ذنوب صاحبها فلا يبقى لها أجر فإنه روي : " أنه يوازن يوم القيامة بين الحسنات و السيئات ، و يقص بعضها من بعض فإن بقي من الحسنات حسنة دخل بها صاحبها إلى الجنة " ، قاله سعيد بن جبير و غيره .
و فيه حديث مرفوع خرجه الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعاً فيحتمل أن يقال في الصوم . إنه لا يسقط ثوابه بمقاصة ولا غيرها بل يوفر أجره لصاحبه حتى يدخل الجنة فيوفى أجره فيها .

وأما قوله : " فإنه لي " فإن الله خص الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال و قد كثر القول في معنى ذلك من الفقهاء و الصوفية و غيرهم ، و ذكروا فيه وجوهاً كثيرة . ومن أحسن ما ذكر فيه وجهان :-

أحدهما : أن الصيام هو مجرد ترك حظوظ النفس و شهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها لله عز و جل ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام ؛ لأن الإحرام بالحج إنما يترك فيه الجماع و دواعيه من الطيب دون سائر الشهوات من الأكل والشرب ، و كذلك الاعتكاف مع أنه تابع للصيام .
وأما الصلاة فإنه وإن ترك المصلي فيها جميع الشهوات إلا أن مدتها لا تطول فلا يجد المصلي فقد الطعام والشراب في صلاته ، بل قد نهي أن يصلي ونفسه تشوق إلى طعام بحضرته حتى يتناول منه ما يسكن نفسه . و لهذا أمر بتقديم العشاء على الصلاة .
و هذا بخلاف الصيام فإنه يستوعب النهار كله فيجد الصائم فقد هذه الشهوات ، وتشوق نفسه إليها خصوصاً في نهار الصيف لشدة حره و طوله .
و لهذا روي : " أن من خصال الإيمان الصوم في الصيف " . و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم رمضان في السفر في شدة الحر دون أصحابه كما قاله أبو الدرداء : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في رمضان في سفر و أحدنا يضع يده على رأسه من شدة الحر و ما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم وعبد الله بن رواحة .
و في الموطأ : إنه صلى الله عليه و سلم كان بالعرج يصب الماء على رأسه و هو صائم من العطش أو الحر . فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ثم تركته لله عز و جل في موضع لا يطلع عليه إلا الله كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان ؛ فإن الصائم يعلم أن له رباً يطلع عليه في خلوته ، و قد حرم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة فأطاع ربه ، و امتثل أمره ، و اجتنب نهيه خوفاً من عقابه ، و رغبة في ثوابه ، فشكر الله تعالى له ذلك و اختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله .
الوجه الثاني : إن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره ؛ لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله ، و ترك لتناول الشهوات التي يستخفي بتناولها في العادة .
و لذلك قيل : لا تكتبه الحفظة ، و قيل : إنه ليس فيه رياء . كذا قاله الإمام أحمد و غيره .
انتهى ملخصا من كتاب : لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفاروق
مشرف
مشرف
الفاروق


تاريخ التسجيل : 05/05/2009
مكان الإقامة : سوريا
التحصيل التعليمي : كلية الشريعة
العمل : مدرس
العمر : 47
ذكر
عدد المساهمات : 4805
المزاج : أسأل الله العفو والعافية
دعاء الجدي

10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: 10 لماذا أضاف الله الصيام له؟   10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty31.08.09 7:56

:D


فالحديث القدسي المشار إليه في السؤال هو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم ولفظه:

كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.

أما معنى: فإنه لي وأنا أجزي به... فقد أورد النووي

-رحمه الله- عدة أقوال للسلف في توجيهه، قيل:

لأن الصيام هي العبادة الوحيدة التي عُبِدَ الله بها وحده

ولم يعبد أحد سوى الله بالصيام، أي لم يتقرب

المشركون على مختلف الأعصار لمعبوداتهم بالصيام.

وقيل: لأن الصوم بعيد عن الرياء لخفائه.

وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه حظ فيه.

وقيل: إن الله تعالى هو المتفرد بعلم ثوابه وتضعيف الحسنات عليه.

وقيل: إضافته لله إضافة تشريف، كما يقال: "ناقة الله" و"بيت الله".

ولا منافاة بين كل هذه الأقوال، ويحتمل أن تكون كلها مرادة.

وما ذكرت من أن العبادات يجب أن يكون كلها لله صحيح..

بل أي عبادة قصد بها غير الله فلا أجر لصاحبها بل

هو معاقب على ريائه وقصده السيء.
والله أعلم.

I love you Suspect I love you
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alshlash.yoo7.com/
فتى الجبل
عضو متألق
عضو متألق
فتى الجبل


تاريخ التسجيل : 14/07/2009
مكان الإقامة : السعوديـــــــــة
التحصيل التعليمي : ثانوية عامة
العمل : أعمال حره
العمر : 54
ذكر
عدد المساهمات : 77
المزاج : متفائل
دعاء العقرب

10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: 10 لماذا أضاف الله الصيام له؟   10 لماذا أضاف الله الصيام له؟ Empty31.08.09 13:44

الجواب:

الحمد لله


روى البخاري (1761) ومسلم (1946) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . . . الحديث ) .


ولما كانت الأعمال كلها لله وهو الذي يجزي بها ، اختلف العلماء في قوله : ( الصيام لي وأنا أجزي به ) لماذا خص الصوم بذلك ؟


وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله من كلام أهل العلم عشرة أوجه في بيان معنى الحديث وسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل ، وأهم هذه الأوجه ما يلي :


1- أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، قال القرطبي : لما كانت الأعمال يدخلها الرياء ، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث : (يدع شهوته من أجلي) . وقال ابن الجوزي : جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ ( يعني قد يخالطه شيء من الرياء ) بخلاف الصوم .


2- أن المراد بقوله : ( وأنا أجزى به ) أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا رواية مسلم (1151) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .


3- أن معنى قوله : ( الصوم لي ) أي أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي . قال ابن عبد البر : كفى بقوله : ( الصوم لي ) فضلا للصيام على سائر العبادات . وروى النسائي (2220) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ ) . صححه الألباني في صحيح النسائي .


4- أن الإضافة إضافة تشريف وتعظيم ، كما يقال : بيت الله ، وإن كانت البيوت كلها لله . قال الزين بن المنير : التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف .


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :


" وَهَذَا الحديثُ الجليلُ يدُلُّ على فضيلةِ الصومِ من وجوهٍ عديدةٍ :


الوجه الأول : أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال ، وذلك لِشرفِهِ عنده ، ومحبَّتهِ له ، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه ، لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربِّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله . فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام ، فلا يتناولُهُ ؛ لأنه يعلم أن له ربّاً يطَّلع عليه في خلوتِه ، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك ، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه ، ورغبةً في ثوابه ، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ ولهذا قال : ( يَدعُ شهوتَه وطعامَه من أجْلي ) . وتظهرُ فائدةُ هذا الاختصاص يوم القيامَةِ كما قال سَفيانُ بنُ عُييَنة رحمه الله : إِذَا كانَ يومُ القِيَامَةِ يُحاسِبُ الله عبدَهُ ويؤدي ما عَلَيْه مِن المظالمِ مِن سائِر عمله حَتَّى إِذَا لم يبقَ إلاَّ الصومُ يتحملُ اللهُ عنه ما بقي من المظالِم ويُدخله الجنَّةَ بالصوم .


الوجه الثاني : أن الله قال في الصوم : (وأَنَا أجْزي به) فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ ؛ لأنَّ الأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد ، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ ، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ ، وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين ، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها . فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً كثيراً بِلاَ حساب . والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله ، وصبرٌ عن مَحارِم الله ، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ ، وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين . وقَدْ قَالَ الله تَعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 . . . " انتهى .


"مجالس شهر رمضان" (ص 13) .
والله أعلم .



__________________

:) :)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
10 لماذا أضاف الله الصيام له؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا حدد الله الصلوات الخمس
» لماذا اخفى الله موعد الموت
» لماذا اخفى الله موعــد المــوت
» لماذا خصَّ الله تعالى القلبَ بالإثم
» الصيام في رجب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منازل السائرين :: ¤ ¤ ¤ قسم سيد الشهور ¤ ¤ ¤ :: .:: مواضيع المسابقة الرمضانية 1430هـ ::.-
انتقل الى: