:D
كان لكل أمة سبقت تراثها الفني والغنائي الذي تتغنى به في حفلاتها وأعراسها وأعيادها
ومناسباتها الخاصة والعامة ..
والإسلام عندما جاء لم يحرم على الناس الطرب والغناء كما كانوا يفعلون إلا ما كان متصلا
بشيء من المعاصي كشرب الخمر والاختلاط بالنساء والكلام الماجن ..
أما مجرد الغناء والرقص والطرب ولو بالآلات - على خلاف - فلم يحرمه ..
نظرا لحاجة النفس والروح إلى ذلك ..
فالمسألة في رأيي مسألة تراث وعادات ..
ليست مسألة دينية .. غناء كل قوم حسب عادتهم مالم يقترن بمحرم ..
وهناك من يحاول أن يستفيد من هذه العادات في السير إلى الله
ودمجها بالأذكار والأوراد ..
وهناك من يحاول أن يجعلها وسيلة لتهييج الأشجان والعواطف نحو حدث معين ..
وهناك من يستخدمه للشهوات المحرمة ..
وهناك من يستخدمه لترويج سلعه وبضائعه ..
وهناك من يرفع معنويات أتباعه وجنوده بالغناء والألحان الحماسية ..
فالمسألة استخدام لأمر مباح كل يستخدمه من جهة ..
والحكم حسب الاستخدام
ولقد تكلم الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين في باب آداب السماع
كلاما جميلا حول هذا الموضوع . ..
استخدمت الأناشيد و الأشعار في الدعوة من بدايتها ، و قد استقبل الرسول بأناشيد الفرح
منذ قدومه المدينة و خرجن جواري بني النجار يستقبلنه عندما نزل عندهم (صلى الله عليه وسلم ) .
و استخدمه الدعاة السائحين في البوادي و في الادغال الافريقية .
ففي البوادي و لأنه من الصعب ان تجذب البدو للتعلم و الجلوس في الحلقات ،
قام بعض الدعاة بعمل حلقات للبدو يقوم هو بإعطائهم الشعر و ينشده خادمه ...
و يقوم البدو بالرقص و اللعب طربا .. ويكون الشعر مملوء بالنصائح و المرققات للطبع ..
وبعدما ينتهوا يقوم بتعليمهم شيء من الأحكام الواجبة في الصلاة و الطهارة.
و هكذا نجد كيف استغل الإنشاد في الدعوة و الإرشاد ...
و هناك من العلماء من جعل علومه منظومة حتى يسهل حفظها ،
و انتشرت المنظومات في مختلف العلوم ( عقيدة العوام للمرزوقي في العقيدة /
البيقونية في علم الحديث للأمام البيقوني / الفية ابن مالك / الجرزية / وغيرها الكثير )
و منهم من اهتم بالقصائد الوعظية و هي متداولة اكثر بكثير من كتب الرقائق المشهورة ،
و اكاد ازعم انها اكثر اثر منها ، لكثرة تداولها و سهولة حفظها
بل ان أسباب ضعف العلوم الأساسية واللغة والفقه في عصرنا الحاضر
هو إهمالنا لهذه المنظومات ... فأصبحت علومنا ركيكة المبنى و من غير عمق او فهم صحيح
منتديات الغريب