:D
مخاطر الخصومة
ويحكي لنا ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ
يقول :مر بي بشر بن عبد الله بن أبى بكرة
فقال : ما يجلسك هاهنا ،
فقلت : خصومة بيني وبين ابن عم لي
فقال : إن لأبيك عندي يداً ،
وإني أريد أن أجزيك بها ، وإني ـ والله ـ ما رأيت شيئاً أذهب للدين ،
ولا أنقص للمروءة ، ولا أضيع للذة العبادة ولا أشغل للقلب عن الله من الخصومة .
قال : فقمت لأنصرف .
فقال لي خصمي : مالك .
قلت : لا أخاصمك أبداً والله .
فقال : عرفتَ أن الحق لي .
فقلت : لا ولكنى أكرم نفسي عن هذا .
فقال لي : والله لا أطلب منك شيئاً هو لك ، ما بيننا هو لك.
قال نبي الله سليمان عليه السلام لابنه:
"دع المراء فإن نفعه قليل، وهو يهيج العداوة بين الإخوان".وقال محمد بن حسين بن علي رضي الله عنه :
الخصومة تمحق الدين وتنبت الشحناء في صدور الرجال.وقال الأصمعي :
( سمعت أعرابياً يقول :
من لاحى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته )
وقال جعفر بن محمد – رحمه الله - :
( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال ) وما أجمل قول الشافعي – رحمه الله – حين قال :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم ......... إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتــــاحُ
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ ... وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ ...... والكلب يُخسى لعمري وهو نبــاحُ قال خالد بن يزيد :
إذا كان الرجل ممارياً لجوجاً معجباً برأيه فقد تمت خسارته. أهـ قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
"ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".ثم تلا قوله تعالى:
(مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) [الزخرف:58وهذا النوع من الناس لا يحبه الله تعالى ،
قال صلى الله عليه وسلم:
"إن أبغض الرجال إلى الله الألـدُّ الْخَصِم". (البخاري)
وهذا الصنف الذي يجادل بالباطل يعرض نفسه لسخط الجبار جل وعلا :
"ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع". قال تعالى:
وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً.فعن الامام جعفر الصادق رضي الله عنه :
« فلا تخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب » وعنه رضي الله عنه ايضاً :
«إياكم والخصومة في الدين فانها تشغل القلب عن ذكر الله عز وجل
وتورث النفاق وتكسب الضغائن» وفي هذه الروايات إشارة إلى مضاعفات الخصومة الكثيرة
من فضلكم ليكن تعليقكم ذكر بعض مخاطر الخصومات
ولكم جزيل الشكر