ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: تسليم الأمر لله 12.07.10 8:13 | |
| ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم : كثرة التسليم لأمر الله تعالى ، والرضا بقضائه عند فقد ولد أو أخ أو أحد الأهلين والأقارب ، إيثارا لمراد الله عز وجل على مرادهم وقد مات مرة ولد لداود عليه الصلاة والسلام ، فحزن عليه ؛ حزنا شديدا ، فقيل له : ما كان يعدل عندك ؟ قال : ملء الأرض ذهبا أنفقه في سبيل الله عز وجلّ ، فأوحى الله إليه لك من الأجر مثل ذلك وكان بكر المزني رحمه الله تعالى يقول : موت الوالد ملك حادث ، وموت الأخ كسر جناح ، وموت الولد صدعٌ في القلب لا ينجبر وكان مورق البجلي رحمه الله يقول : ما أحدٌ أعلمُ أني مؤجر على موته إلاَّ أحببت أن يموت وكان ابن أبي كثير رحمه الله تعالى يقول :فائدة في الجزع بعد الموت ، لأنه لا يردّ فائتا وقد كان حاتم الأصم رحمه الله تعالى يقول : إذا رأيتم صاحب المصيبة قد مزق ثيابه وأظهر الجزع ؟ فلا تعزوه فإنه صاحب إثم ، فمن عزّاهُ فقد شاركه في الإثم ، وإنما الواجب نهيه عن ذلك وكان أبو سعيد البلخي رحمه الله تعالى يقول : من أصيب بمصيبة فمزق ثوباً أو ضرب خداً ، فكأنما أخذ رمحاً يقاتل به ربه عزّ وجلّ .. وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى يقول : من أصيب بمصيبة فليفعل في اليوم الأول ما يفعله في اليوم الخامس من مصيبته ـــ يعني : من ضِحَك و أكل و غير ذلك وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : (( مِنْ سَعادَةِ العَبدِ رِضَاهُ بِقَضَاءِ الله تعالى )) وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول : أول شيء كتبه الله في اللَّوح المحفوظ (( إني أنا الله لا إله إلا أنا محمد رسولي ، من لم يستسلم لقضائي ، ولم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي ، فليتخذ له ربَّاً سواي ، ومن استسلم لقضائي ، وصبر على بلائي ، وشكر نعمائي ، كتبته صديقا وبعثته مع الصادقين )) وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : من ذروة الإيمان الاستسلام للرب جل جلاله وكان وهب بن منبه رحمه الله يقول : من حزن على ما في يد غيره - يعني : حسد أخاه على رزقه - فقد سَخِط على قضاء ربه وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه الصلاة والسلام : يا داود ؟ إن أسلمت لي ما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي ما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلاَّ ما أريد وقد قيل لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى دما الذي تريد ؟ فقال : أريد ما يريد الحق تعالى ، وإن كانت نفسي تكره المعاصي وكان ميمون بن مهران رحمه الله تعالى يقول : من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دواء عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى يقول : ليس الشأن في لبس العباءة ، وأكل الخّل و الشعير ؛ ولكن الشأن في رضا العبد عن ربه وقد كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يقول : شكا نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما ناله من المكروه إلى ربه عز وجل فأوحى الله إليه : إلى كم تشكوني ، ولست بأهل ذم ولا شكوى ! هكذا كان بدء شأنك في عالم الغيب فلم تسخط على حسن قضائي عليك ، أفتريد أن أغير الدنيا من أجلك !؟ وأُبدل اللوح المحفوظ بسببك ! وأقضي لك بما تريد دون ما أريد ؟ ويكون ما تحبُّ دون ما أحب أنا ؟ فبعزتي حلفت ؛ لئن تلجلج هذا في صدرك مرة أخرى لأسلبنك ثوب النبوة ، ولأوردنك النار ولا أبالي قلت : وقد أجمع العلماء على أن المعصوم لا يصح سلبه ، فالظاهر أن ما ورد هنا على سبيل الفرض والتقدير ، وما كلّ ما توعد الله به عباده واقع . فليتأمل ، والله تعالى أعلم وكان محمد بن شقق رحمه الله تعالى يقول : اشتريت مرة لأمي بطيخة فلم تعجبها ، فسُخِطت ، فقلت لها : يا أماه على من تسخطين على بائعها ، أم على مشتريها ، أم على خالقها ؟ فو الله ؛ فإن خالقها أحسن الخالقين ، وإن البائع والمشتري ما أعطاك إلاَّ ما قسم لك في الأزل ، قال : فاستغفرت أمي من ذلك وتابت وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : لأن ألحس جمرة بلساني أحبُّ إليّ من أن أقول لشيء وقع لم وقع هذا وكان محمد بن واسع رحمه الله يقول : ما ثَمَّ فعلٌ لله تعالى إلاّ ويجب على العبد شكر ربه عله من حيث أنه حكيم عليم ، وأما من حيث كسبُ العبد فيجب عليه عدم الرضا به إن كان مذموما ، تعظيما لجنابه عز وجل وقد طلعت مرّة في رجل محمد بن واسع قرحة شديدة ، فقال له رجل من أصحابه : والله ؛ إني لأرحمك من أجل هذه ، فقال له محمد : إن كنت تحبني يا أخي ، فاشكر الله تعالى الذي لم يطلعها في لساني ، أو في عيني ، أو في أذني ، أو في ثدي أو تحت إبطي ، أو في فرجي ولما سقطت مقادِم أسنان معاوية رضي الله عنه قال : الحمد لله الذي لم يذهب سمعي ولا بصري . وفد روي عن يونس عليه الصلاة والسلام أنه قال يوما لجبريل عليه الصلاة والسلام : دلني على أعبد أهل الأرض ، فدلَّه على رجل قد قطع الجذام مديه ورجليه وذهب ببصره وسمعه وشعره ، قال : فدنا يونس منه ، فسمعه `يقول : إلهي قد متعتني بقوتي كما تشاء ، ثم سلبتني قوتي كما تشاء ، وأبقيت لي فيك الأمل بالخير ، فلك الفضل علي وكان بشر بن الحارث رحمه الله تعالى يقول : اجتمعت في سياحتي برجل مجذومٍ أبرص أعمى مجنون ؛ وقد صرع في الشمس والقمل يأكل لحمه ، قال : فرفعت رأسه من الأرض ووضعتها في حجري فلما أفاق قال : من هذا الفضولي الذي يدخل بيني وبين ربي عز وجل !؟ فو عزته وجلاله لو قطعني إِرْبا إرْبا ما ازددت فيه إلا حُبَّاً وقد روي أن عيسى عليه الصلاة والسلام مرَّ يوما برجل أعمى أبرص مقعد مضروب الجنبين بالجذام والفالج ، وقد تناثر لحمه من الجذام ، فدنا منه عيسى فسمعه يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه ، فقال له عيسى : وأي شيء صرفه عنك من البلاء يا هذا ؟ فقال له : صرف عنى الجهل به ، وخلع عليّ معرفته ، فقال له عيسى : صدقت ؛ هات يدك ، فناوله يده فذهب ما كان به ، وصار من أحسن الناس وجها ، وصحبهُ يعبد الله تعالى معه إلى أن رُفع عيسى صلى الله عليه وسلم وكان أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى يقول : الرضا عن الله تعالى ، والرحمة للخلق من أخلاق المرسلين وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : الرضا عن الله تعالى أفضل من الزهد في الدنيا ، لأن الراضي عن ربه عز وجلّ لا يتمنى فوق منزلته وكان الداراني رحمه الله تعالى يقول : لو أن الله تعالى أدخلني النار لكنت راضيا عنه وكان سليمان الخواص رحمه الله تعالى يقول : من قال يا رب ؟ ارض عني ، فليس هو براض عن ربه وكان أبو عبد الله الباجي رحمه الله تعالى يقول : عبيد الدُّنيا يريدون من ساداتهم أن يرضوا عنهم ، وعبيد الله تعالى يريد منهم أن يرضوا عنه وكان سفيان الثوري رحمه الله يقول : رضا الناس غاية لا تدرك فانظر يا أخي ؛ في هذا الخلق الذي ذكرناه واشكر ربك إن رأيت نفسك من أهل الصبر وإلا ! فاستغفره وتب إليه ، والحمد لله رب العالمين
| |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: تسليم الأمر لله 12.07.10 9:35 | |
| :)
كان حاتم الأصم رحمه الله تعالى يقول : إذا رأيتم صاحب المصيبة قد مزق ثيابه وأظهر الجزع فلا تعزوه فإنه صاحب إثم ، فمن عزّاهُ فقد شاركه في الإثم ، وإنما الواجب نهيه عن ذلك .
أشكرك أخي عادل على حسن اسهاماتك في المنتدى
| |
|
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 47 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| موضوع: رد: تسليم الأمر لله 12.07.10 13:50 | |
| :) كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : لأن ألحس جمرة بلساني أحبُّ إليّ من أن أقول لشيء وقع لم وقع هذا | |
|
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |
ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: رد: تسليم الأمر لله 30.10.13 14:41 | |
| أحسن الله إلينا وإليكم ورزقنا الإخلاص في القول والعمل وجعلنا قائلين بالحق عاملين به شكراً على مروركم | |
|