صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: تكايا الدراويش في تركيا 22.10.11 23:18 | |
| 'تكايا الدراويش' يسلط الضوء على فترة خاصة من التاريخ الإسلامي في تركياإيرا م. لابيدوس يتناول الصوفية في القرون الوسطى، ويوضح بدايات عملية بناء 'التكايا'، مشيراً إلى عمق جذور الصوفية التركية. ميدل ايست أونلاين أبوظبي ـ يسلط كتاب "تكايا الدراويش.. الصوفية والفنون والعمارة في تركيا العثمانية" لمؤلفه رايموند ليفشيز، الضوء على فترة خاصّة من التاريخ الإسلامي في تركيا، وهي فترة انتشار الطرق الصوفية وتألقها وزيادة عدد أعضائها ومحبيها، وذلك عبر عدة مقالات حواها الكتاب لباحثين وأكاديميين ومختصين في التاريخ الإسلامي، والعبادات والتصوف، بالإضافة إلى اختصاصيين في التاريخ والشعر والسّير الذاتية والاقتصاد والخط العربي، وقد اجتمعوا كلّهم حول موضوع "التكايا" لدراسته من جوانب عدة.
وتأتي أهمية الكتاب الصادر عن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، من أنه يُدخِل القارئ إلى تفاصيل حياة العثمانيين اليومية في بيوتهم ومزارعهم وعباداتهم.
وتخص المقالات التكايا الفاعلة في إسطنبول خلال القرن الأخير من الحكم العثماني (1836– 1925)، مخالفة بذلك ما كان سائداً في الأبحاث التي تناولت الفنّ المعماريّ العثماني، إذ كانت تركز على دراسة فن العمارة العثمانيّة في المساجد الفخمة، التي بنيت في الفترة ما بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، مع أنّ هذه المساجد لا تمثل إلاّ جزءاً يسيراً من التراث المعماري العثماني، في حين تقوم عمارة التكايا على الجمع بين الفخامة السلطانية والبساطة الشعبية، وهذه ميزة تتفرّد بها، وهي تمثل عبر ذلك جزءاً مهمّاً من الطراز المعماريّ العثمانيّ.
كما تناولت أبحاث الكتاب الذي قامت بنقله للعربية عبلة عودة، فنوناً أخرى ارتبطت طويلاً بالطرق الصوفية مثل فنّ الخط العربي، وما يحفل به من رموز وتقنيات فنية عالية، وكذا فنون النحت والنقش والرسم وطقوس الرقص الدوراني الذي عُرفت به الطريقة المولوية، التي ابتكرها جلال الدين الرومي، فضلاً عن الفنون الأدبية من كتابة فنية وقصائد شعرية تناولت الفكر الصوفي من جوانب متعددة، وأدخلتنا إلى رحاب الحياة اليومية للدراويش بتفاصيلها المثيرة، ولا تزال بعض هذه الأعمال نابضة بالحياة حتى الآن، ممثلة جزءاً من التراث الموسيقي والأدبي في تركيا وخارجها.
ومن أهم الباحثين في هذا الكتاب، إيرا م. لابيدوس، الذي يتناول الصوفية في القرون الوسطى، ويوضح بدايات عملية بناء "التكايا"، مشيراً إلى عمق جذور الصوفية التركية، وكيف يتعذر فهم المصطلحات والأفكار الصوفية بمعزل عن جذورها العربيّة، وهكذا فإن بحث لابيدوس يضع المصطلحات الدينية الإسلاميّة في موقعها المناسب.
أمّا مقال جمال كفادار فهو يحلل تأثير الصوفية في المجتمع التركي الحديث بالتوازي مع الحركة الصوفية في الإمبراطورية العثمانية، كاشفاً بذلك اللثام عن مناطق كانت مهملة من قبل في الدراسات الصوفية مثل دور المرأة، والدمج بين أكثر من طريقة صوفية، وهو يشرح أسباب تصدّر الطريقة المولوية لصورة الصوفية أمام العالم الخارجي، كما أنّ ملاحظاته تتعدّى فضاء الدراسات الاستشراقية المتعارف عليها، فهي تعتمد طرقاً علمية ترتكز على الدراسات الاجتماعية والتاريخية التي تنتهج الأسلوب الغربي. كما يظهر كافادار أن الصوفية تخترق بتأثيرها جميع جوانب الثقافة التركية الحديثة من شعر ولغة وسينما وموسيقى، لتبدو قوة ثقافية محرّكة في تركيا الحديثة. وهناك أيضاً الفصل الذي عقده كلاوس كريسر حول حياة الدراويش، وفيه يعرض معلومات مهمّة تتناول اليومي والمهمش فيها، متجاوزاً المعلومات التاريخية المحضة، وثمة مقال رايموند ليفشيز حول الفنّ المعماريّ في التكايا الذي يتقصى الاتساق والانسجام الداخلي الواضح في عمارة هذه التكايا.
ونقع في الكتاب أيضاً على حديث جودفري جودون عن عمارة "التكايا" وتطورها في الدولة العثمانية، أمّا بهاء تانمان فإنّ بحثه يتخذ منحى اجتماعيّاً إذ يكشف النقاب عن طرق الحياة، والطقوس التي كانت تُمارَس في التكايا.
أما الجزء الثالث، فيحوي دراسات قيمة تمسّ الحياة اليومية في التكية من وجهات نظر مختلفة، ليرسم صورة مقربة، وثلاثية الأبعاد، عن كيفية عمل هذه المؤسسة – التكية، وحياة الناس فيها.
ويتعرض حامد الغار بالتفصيل لطريقة صوفية واحدة، في حين يقوم كارتر فندلي بترجمة مخطوطة من مذكرات قيّم على إحدى التكايا. أما فردريك ديجونغ فيستعرض صوراً معروفة للخط العربي في إيران ومصر والعراق كما هي الحال في أنطاليا. ونجد هذا التوسع في البحث لدى آنا ماري شيميل وهانس بيتر، أمّا آيلا الغار فتستطلع موضوعة الطعام، وتصل إلى جذورها في القرون الوسطى، وفي سياق آخر تبحث نورهان أتاسي في أزياء الدراويش وأصولها، وطقوس ارتدائها في الطريقة المولوية.
وهكذا فإن هذا الكتاب بشموليته في طرح موضوع التكايا وعلاقتها بالفكر الصوفي والطقوس والممارسات النابعة منه، ينير جوانب لم يولها الباحثون في مجالات الدراسات الإسلامية والاجتماعية والدينية الكثير.
يعمل محرر الكتاب في نسخته الإنجليزية: رايموند ليفشيز، أستاذاً في فن العمارة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وله كتاب حديث بعنوان "فن العمارة .. رؤية جديدة" وقد قام بالإسهام في هذا الكتاب ما يزيد على سبعة عشر خبيراً في الثقافة العثمانية والتركية والصوفية، معظمهم يعمل في أهم الجامعات العالية.
أما المترجمة عبلة عودة، فهي أكاديمية ومترجمة فلسطينية، حصلت على شهادة الماجستير في اللغويات من جامعة باث – إنجلترا، وهي عضو مؤسّس في جمعية المترجمين واللغويين التطبيقيين الأردنيين، لها ترجمة منشورة بعنوان "مذاق الزعتر" صدرت عن مشروع "كلمة" 2010، وفازت بجائزة أفضل كتاب مترجم، التي تمنحها جامعة فيلادلفيا للعام نفسه. | |
|
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| |
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 47 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |