ابن التين مشرف
تاريخ التسجيل : 17/03/2009 مكان الإقامة : ســـوريــــــــا التحصيل التعليمي : طالب جامعة العمل : موظف العمر : 51 عدد المساهمات : 1959 المزاج : الحمدلله رب العالمين
| موضوع: من أخلاق الصالحين 3 04.07.10 11:52 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم : شدة ورعهم في أمر الطعام والشراب حتى أن أحدهم كان لا يأكل إلا أن يرى سبعة أيد تداولت على ذلك الطعام ، أو ثلاثة أيد في الحل فإن لم يجدوا ذلك طووا حتى يجدوا حلالا يناسبهم . وقد كان أخي الشيخ أفضل الدين رحمه الله تعالى من آخر من رأيته من المتورعين فكان لا يأكل من طعام إلا إن تداولت عليه سبعة أيد في الحل وكان إن لم يجد طعاما على هذا الحكم طوى الأيام المتوالية حتى يأكل الأمعاء بعضها ويخاف على عقله ودينه فهناك يأكل كالمضطر . كان رحمه الله تعالى يعرف تداول تلك الأيدي من طريق الكشف وقد من الله تعالى علي باقتفاء أثره لكن بتداول ثلاثة أيد فقط ، ثم إن حصل عندي شلك في ذلك تقايأته وتارة يطلع هو بنفسه فالحمد لله رب العالمين ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم : عزم نفوسهم كل ساعة ليُخرجوا منها صفات المنافقين ويدخلوا فيها صفات المؤمنين لأنها عكسها . فمن جملة صفات المؤمنين ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله عز وجل {{التائبون العابدون}} إلى آخر الآية . ومنها قوله تعالى : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} ونحوهما من الآيات وفي الحديث {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } وفي حديث آخر : { لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه ، قالوا : وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال : (غشه وظلمه) وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : إذا رأيتوني زِغت عن الطريق فقوموني وانصحوني فإن المؤمن لا يكون إلا ناصحاً لأخيه وقد جمع يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى جملة من صفات المؤمن في بعض رسائله فقال : أن يكون كثير الحياء قليل الأذى كثير الخير قليل الفساد صدوق اللسان قليل الكلام كثير العمل قليل الزلل قليل الفضول كثير البر للرحم ، وصولا وقورا شكورا كثير الرضا عن الله إذا ضيّق عليه الرزق حليما رفيقا بإخوانه عفيفا شفوقا لا لعانا ولا سبابا ولا عيّابا ولا مغتابا ولا ناما ، ولا عجولا ولا حسودا ولا حقودا ، ولا متكبرا ، ولا معجبا ولا راغبا في الدنيا ، ولا طويل الأمل ولا كثير النوم والغفلة ، ولا مرائيا ولا منافقا ، ولا بخيلا هشّاشا بشاشا ، لا خساسا ولا جساسا يحب في الله ، ويرضى في الله ويغضب لله ، زاده تقواه ، وهمته عقباه وجليسه ذكراه وحبيبه مولاه وسعيه لأخراه وذكر نحو ثلاث مئة وصف وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول : لو نبت للمنافقين أذناب ما وجد المؤمنون أرضا يمشون عليها - يعني لكثرتهم وكان حذيفة رضي الله عنه يقول : كان الرجل يتكلم بالكلمة الواحدة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في المجلس الواحد عشر مرات وهو لا ينتبه لها . وفي الحديث : ( المنافق همته في الطعام والشراب,والمؤمن همته في الصيام والصلاة) . وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يقول : قوَّة المؤمن في قلبه وقوّة الكافر والمنافق في يده . وكان حاتم الأصم رحمه الله تعالى يقول : من علامة المؤمن أن يفعل الطاعات ومع ذلك يبكي ، ومن علامة المنافق أن ينسى العمل ؛ ثم يضحك وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : المؤمن يزرع نحلا ويخاف أن يثمر شوكا , والمنافق يزرع شوكا ويطلب أن يثمر رطباً .
فاعلم ذلك يا أخي وفتش نفسك قبل موتك , وابك عليها إن وجدت فيما أخلاق المنافقين وأكثر من الاستغفار ، والحمد لله رب العالمين ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم : عدم إمساك الدينار والدرهم في بداية أمرهم , ثم جمعها للإنفاق في نهاية أمرهم . وذلك لأن الشخص في بداية أمره في الطريق حكم الطفل الرضيع ، فيحتاج عند الفطام إلى وضع الصبر ونحوه على الثدي ليصير يكره الرضاع من اللبن الذي يضره , فإذا وثقنا كراهية مَصِّه لذلك صار هو يكره شرب اللبن وتعافه نفسه ، وكذلك الفقير في حال نهايته يصير يعاف الدنيا وهناك يكون الكمال في إمساكه لها ليُعِفَّ بها نفسه عن سؤال الناس , وينفق منها في سبيل الله كما أمره الله . وعلى هذا التقدير ينزل قول من نهى عن الدنيا من السلف ومن أمر بإمساكها . وقد كان مسلم النَّحات رحمه الله يقول : لما ضرب الدينار والدرهم وضعهما إبليس على جبهته وقبلهما , وقال من أحبكما فهو عبدي حقا . قلت : لا بد من استثناء من أحبَّ الدنيا للإنفاق من هذا الإطلاق ، والله أعلم ، لأنه إطلاق في محلِّ تفصيل وقد كان كهمس بن الحسن رحمه الله تعالى لا يمسك بيده ديناراً ولا درهما ويقول : والله لجُراب بعير أحب إلي من جراب ذهب . وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى يقول : لا يكمل مقام الفقير إلا برفض الدنيا وعدم تقديم نفسه فيها على إخوانه ؛ إلا أن يكون أحوج منهم . وقد طلب رجلٌ صحبة إبراهيم بن أدهم رحمه الله فقال له : بشرط أن لا تكون أحق بمالك مني فقال : لا طاقة لي على ذلك ثم ذهب وفي التوراة : حرام على قلب يحُب الدنيا أن يقول الحق وكان يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى يقول : اعلموا أن الدرهم عقربٌ فمن لم يحسن رقته قتله رقيَتَه فقيل : وما رقيته ؟ قال : أن يؤخذ من حلِّه ويوضعَ في محله وقد كان سُمَيط بن عَجلان رحمه الله تعالى يقول : الدراهم زمام المنافقين يقادون بها إلى المهالك . وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يقول : لا يكون الرجل صالحا حتى يتساوى عنده الذهب والتراب . وكان شقيق البلخي رحمه الله تعالى يقول : من انشرح لدخول الدنيا عليه فهو منافق يعني بذلك: من تظاهر للناس بالزهد في الدنيا ، وأما من لم يتظاهر بذلك فلا والله أعلم . و كان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يضع الدرهم في كفه ويقول : أف لك من درهم لا تنفعني إلا إن خرجت عني . وكان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول : إذا دخل الدرهم الحرام من الباب خرج الحق من الكوَّة فقيل له : فإن سدت الكوَّة ؟ فقال : يخرج من حيث يأتي ملك الموت . وكان العلاء بن زياد رحمه الله يقول : لا يكمل العالم إلا إن عف عن الدنيا وعنالنساء . وقد كان سفيان الثوري رحمه الله كثيرا ما ينشد قوله : إني وجدتُ فلا تظنوا غيره أن التورع عند هذا الدرهـم فإذا قدرت عليــه ثم تركتـه فاعلم بأن تقاك تقوى المسلم فاحذر يا أخي من فضول الدنيا, واقتدِ بسلفك الطاهر في الزهد تسلم من آفاتها والحمد لله ربِّ العالمين منقول من كتاب تنبيه المغترين للإمام الشعراني مطبعة دار البشائر
عدل سابقا من قبل ابن التين في 06.04.14 15:41 عدل 1 مرات | |
|
صالح العلي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 12/03/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : جامعي العمل : التعليم العمر : 66 عدد المساهمات : 5661 المزاج : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
| موضوع: رد: من أخلاق الصالحين 3 04.07.10 14:52 | |
| :) من علامة المؤمن أن يفعل الطاعات ومع ذلك يبكي اللهم تمم تقصيرنا أخي عادل
على هذا الخير الذي وضعته بين أيدينا | |
|
أبوعلاء مشرف
تاريخ التسجيل : 23/04/2010 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : معهد متوسط العمل : موظف العمر : 47 عدد المساهمات : 5117 المزاج : الحمد لله على كل حال
| |
الفاروق مشرف
تاريخ التسجيل : 05/05/2009 مكان الإقامة : سوريا التحصيل التعليمي : كلية الشريعة العمل : مدرس العمر : 47 عدد المساهمات : 4805 المزاج : أسأل الله العفو والعافية
| موضوع: رد: من أخلاق الصالحين 3 15.07.10 22:11 | |
| :D وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى يقول : لا يكمل مقام الفقير إلا برفض الدنيا وعدم تقديم نفسه فيها على إخوانه ؛ إلا أن يكون أحوج منهم أخي عادل | |
|