هذه القصيدة للشيخ سيدي أبى مدين أعاد الله علينا من بركات علومه
مالِذَّةُ العَيشِ إلا صُحبةالفُقَرا ... هُم السَّلاطِينُ والسَّاداتُ والأمَرا
فاصْحِبهُموا وتَأدَّبْ في مَجالِسِهم ... وخَلِّ حَظَّكَ مهْمَا قَدَّمُوكَ وَرَا
واستغْنِم الوقتَ واحضُر دائماً معهم ... واعلم بأنَّ الرِّضا يخْتَصُّ من حَضَرا
ولازِمِ الصَّمتَ إلا إن سُئِلتَ فقُلْ ... لا عِلْمَ عِندي وكنْ بالجَهل مَستتِرا
ولا تَرَ العَيبَ إلا فيكَ مُعتقِدا ... عَيباً بدا بيِّناً لكنه اسْتترا
وحُطَّ رَأسكَ واستغفِر بلا سبب ... وقُمْ على قَدَمِ الإنصَافِ مُعتذِرا
وإنْ بَدا منكَ عَيبٌ فاعتَرفْ وأقِمْ ... وَجْهَ اعتذاركَ عمَّا فيكَ مِنكَ جَرى
وقُلْ عُبيدكمُوا أولى بصَفحِكُمُوا ... فسَامِحُوا وخُذوا بالرِّفْقِ يا فقَرا
هُم بالتفَضُّلِ أولَى وهُو شِيمَتهُم ... فلا تخَفْ دَرَكاً مِنهم ولا ضَرَرا
وبالتفََتي عَلى الإخوان جُدْ أبَدا ... حِسّاً ومَعنىً وغُضَّ الطَّرفَ إن عَثرَا
ورَاقِبِ الشيخَ فِي أحْوالِهِ فَعَسَى ... يَرى عَليكَ مِن استِحْسَانِهِ أثَرَا
وقَدِّمِ الجِّدَّ وانهَضْ عندَ خِدْمَتِهِ ... عَسَاهُ يَرضَى وَحَاذِرْ أن تكُنْ ضَجِرا
ففِي رضَاهُ رِضَا الباري وطَاعَتِهِ ... يَرضَى عليكَ فكُنْ مِن تركِهَا حَذِرَا
واعْلم بأنَّ طَريقَ القَومِ دَارسَة ... وحَالُ مَنْ يَدَّعِيهَا اليومَ كيف تَرَى
مَتى أراهُم وأنَّى لِي برُؤيَتِهِم ... أو تسمَعُ الأذُنُ مِنِّي عنْهُم خبَرَا
مَتى أراهُم وأنَّى لِي برُؤيَتِهِم ... أو تسمَعُ الأذُنُ مِنِّي عنْهُم خبَرَا
أحِبُّهم وأُداريْهِم وأوثِرهُم ... بمُهجَتِي وخُصُوصاً مِنهمْ نفَرَا
قَومٌ كِرامُ السَّجَايَا حَيثمَا جَلسُوا ... يبقَى المكانُ عَلى آثَارِهِم عَطِرا
يَهدِي التصَوفُ مِن أخْلاقهِم طَرَفا ... حُسْنُ التآلُفِ منهُم رَاقنِي نظَرا
هُم أهلُ وُدِّي وأحبَابي الذينَ هُمُ ... مِمَّنْ يَجُرُّ ذُيُول العِز مُفتخِرا
لا زالَ شَمْلي بهِم في الله مُجتمِعا ... وذنْبُنا فيهِ مَغفُورا ومغتفرا
ثمَّ الصَّلاةُ عَلى المُختارِ سَيِّدِنَا ... مُحَمَّدِ خَيرُ مَن أوفَى ومَن نَذرَا