الطرق الصوفية ونشرالإسلام في إفريقيا

:)

الطرق الصوفية في إفريقيا ودورها في نشر الإسلام في إفريقيا.-
في: ندوة الإسلام والمسلمون في إفريقيا.- طرابلس - ليبيا: جمعية
الدعوة الإسلامية العالمية

لا نستطيع أن نؤرخ للجهاد والدعوة الإسلامية في القارة الإفريقية
دون أن نعرج قليلاً للحديث عن الصوفية وطرقها، والدور الذي أسدته
للدعوة الإسلامية في تلك القارة المترامية الأطراف والتي تسودها
البيئة الصحراوية والغابة الاستوائية والجبال المرتفعة التي تعوق
الحركة والاتصال، وقد استطاع رجال الطرق الصوفية بما لديهم من
حماس ديني أن يتغلبوا على كل هذه المعوقات وأن يقوموا بنشر
الدعوة بين الأقوام الوثنية، وأن يحولوا أرض القارة السوداء إلى
مراكز حضارية مضيئة تنبض بروح الدعوة الإسلامية وتقيم أعرق حضارة
عرفتها إفريقيا في تاريخها.
استطاع رجال الطرق الصوفية أن ينشروا كلمة التوحيد وأن يرفعوا
رايات الإسلام والدعوة المحمدية في قلب الغابة الاستوائية،
وتحدوا عوامل الطبيعة وأمراض إفريقيا الفتاكة، خاصة عندما داهم
القارة وباء الزحف الأوروبي الذي جاء حاملاً شعار تمدين إفريقيا
وإدخال الحضارة بها، ونسي أنه قادم إلى قارة نور الله قلب أهلها
بنعم الإسلام، جاء هذا الغازي الجديد يحمل الصليب على مقدمة
السفن، وينفق الأموال الطائلة من أجل التبشير بالمسيحية في هذه
الأرض الجديدة، وكان لابد من الاحتكام بالأقوام الإفريقية التي
دخلت الدين الإسلامي، وكان لابد من الصراع من أجل البقاء، من أجل
الحفاظ على رايات الإسلام، وكان لابد من حركات جهاد إسلامية تقف
أمام هذه الموجة العاتية، وتتصدى بعنف لهذا التوسع الأوروبي الذي
جاء بحضارته ونظرياته العنصرية ليفرض أمراً واقعاً على أقوام
يعيشون في أمان وسكينة.
أدرك الدعاة أن الخطر كبير وأن الموجة قوية، وأن أوروبا حينما
خرجت منذ القرن السادس عشر في حركتها الكشفية التي استهلتها
البرتغال إنما جاءت من أجل نشر المسيحية وضرب المسلمين في
أرزاقهم وثرواتهم. والالتفاف حول رأس الرجاء الصالح

:)

الاسلام لاينتشر إلا بالحكمة والقدوة الحسنة

وهذه أخلاق القوم الذين زكت نفوسهم

:D
استطاع رجال الطرق الصوفية أن ينشروا كلمة التوحيد وأن يرفعوا
رايات الإسلام والدعوة المحمدية في قلب الغابة الاستوائية،